وعمر ، قال : عمر : يا عليّ لو نذرت في ابنيك ، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام ، فأنزل الله. وقيل : إنّ عليا لم يجد بعد صوم ثلاثة أيّام إلا ثلاثة أرغفة ، فجاء مسكين ويتيم وأسير يسألونه ، فتصدّق بها عليهم ولم يفطر ، فأنزل الله. وقيل : مرضا فنذر فاطمة وعليّ والجارية صوم ثلاثة أيّام متتابعات ، فاشترى عليّ ثلاثة أصوع من شعير من يهوديّ على غزل جزّة صوف اليهوديّ (١) ، فلمّا كان وقت الإفطار جاءهم مسكين فأطعموه ، وباتوا جياعا لم يفطروا إلا على الماء ، وفي اليوم الثّاني جاءهم يتيم فأطعموه كذلك ، وفي اليوم الثالث جاءهم أسير فأطعموه كذلك ، فأنزل الله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ). (٢) وعن ابن الحنفيّة قال : كان الأسير يومئذ من أهل الشّرك.
١٠ ـ (قَمْطَرِيراً) : مقبضا بين عينيه من العبوس. (٣)
١٤ ـ (وَذُلِّلَتْ) : سخّرت تسخيرا للنّيل (٤) منها. (٥) (٣١٧ ظ)
وعن عليّ رضي الله عنه قال : ينطلق بهم حتى يأتوا بابا من أبواب الجنّة ، فإذا عند شجرة يخرج من تحت ساقها عينان ، فيتوضّؤون من أحدهما ، فيجري بنضرة النعيم ، فلا يتغيّر إنسان بعدها أبدا ، ولا تشعث أشعارهم بعدها أبدا ، ويشربون من الأخرى ، فيخرج ما في بطونهم من أذّى ، ثم يأتون خزنة الجنّة فيقولون : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر : ٧٣] ، ويتلقاهم الولدان حتى يأتي بعضهم أزواج الرّجل فيبشرهنّ ، ويقول : جاء فلان ،
__________________
(١) (على غزل جزة صوف اليهودي) ، ساقط من أ.
(٢) ذكر في سبب نزول هذه الآية كلام كثير ، قريبا من الكلام الوارد هنا ، وفي بعض الروايات قصص طويلة ، ينظر في ذلك مثلا : تفسير مقاتل ٣ / ٤٢٨ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ٩٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٣٠ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٧ ، وقد ذكر هذا الحديث بالرواية الطويلة صاحب تنزيه الشريعة ١ / ٣٦٣ ، وصاحب اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٣٩ ، وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١ / ٢٤٦ : «هذا حديث مزوق ، وقد تطرف صاحبه حتى يشبه على المستمعين ، والجاهل يعض على شفتيه تلهفا ألا يكون بهذه الصفة ، ولا يدري صاحب هذا الفعل مذموم ، قال الله تعالى في تنزيله الكريم : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة : ٢١٩] ، وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى» ، ... ، أفيحسب عاقل أن عليا رضي الله عنه جهل هذا الأمر حتى أجهد صبيانه صغارا من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليها حتى تضرروا من الجوع ، وغارت العيون فيهم لخلاء أجوافهم حتى أبكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما يروج هذا إلا على حمقى جهال أبي الله لقلوب منتبهة أن تظن بعلي رضي الله عنه مثل هذا» ، وينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١٣٠.
(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥٠٢ ، وغريب القرآن للسجستاني ٣٤٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٤ ، والمحكم والمحيط الأعظم ٦ / ٦٢٥.
(٤) أ : لليل.
(٥) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٧١ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٧٣.