السّماء أنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه ، فيحبّه أهل السّماء ، ويوضع [له](٢) القبول في الأرض ، فيحبّه من سمع به في الأرض ، وإنّ الرّجل ليحبّه إذا سمع به وما رآه قطّ ، وهو قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦] ، يعني : المحبّة في الإسلام ، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبت الله له حسناته ، ومحا عنه سيّئاته ، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدّم من ذنبه ما عمل وهو عامله ، وشفّع في أهل بيته ، وكان (٣) اسمه في السّماء أسير الله في الأرض ، إن عمل خيرا كتب له ، وإن ضعف عن شيء محي عنه ، فإذا ذهب عقله وضعف عن العمل كتب له صاحب اليمين مثل ما كان يكتب له من صالح عمله ، وأمسك عنه صاحب الشّمال فلم يكتب عليه بسيئة» (٤) ، وهو قول الله : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) يعني : أرذل العمر ، فمن قرأ القرآن لم يرد في أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) : قبل ذلك.
(فَلَهُمْ (٥) أَجْرٌ) : إذا بلغوا ذلك.
(غَيْرُ مَمْنُونٍ) : ممّا يكتب لهم صاحب اليمين.
٧ ـ (فَما يُكَذِّبُكَ) : فمن الذي يكذبك على سبيل الإنكار على التّكذيب ، (٦) أو فأيّ معنى يدلّ على كذبك؟ على سبيل نفي الأدلّة ، أو فأيّة حجة تحملك على الكذب أيّها الكافر؟ (٧)
٨ ـ كان النّبيّ عليهالسلام إذا قرأ : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) قال : «سبحانك ، فبلى» ، وإذا قرأ : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) [القيامة : ٤٠] ، قال : «سبحانك ، فبلى». (٨)
__________________
(١) أ : فينادى.
(٢) زيادة من كتب التخريج.
(٣) أ : وهو.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٢١٧ ، وأبو يعلى في المسند (٣٦٧٨) مختصرا ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٢٠٥ : «وفي احد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة وهما ضعيفان جدا وفي الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين وبقية رجال هذه الطريق ثقات وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه».
(٥) الأصول المخطوطة : لهم.
(٦) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ٣١٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٧٣.
(٧) ينظر : زاد المسير ٨ / ٢٩٠ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٦٨.
(٨) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٢ / ٤٥٢ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥٥٤ بألفاظ متقاربة ، وفيه زيادة.