وأخرج الحاكم في الصفحه المذكوره أيضاً عن عليّ بن الحسين ، قال : إنّ أوّل من شری نفسه ابتغاء رضوان اللّٰه عليّ بن أبي طالب ، إذ بات علی فراش رسول اللّٰه. ثمّ نقل أبياتاً لعليّ أوّلها : وقيتُ بنفسی خيرَ من وطئ الحصا ومن طافَ بالبيت العتيق وبالحجر» (١)
فقيل :
«هذه الآيه من سوره البقره ، وهی مدنيّه بالاتّفاق. وقيل : نزلت لمّا هاجر صهیب وطلبه المشركون ، فأعطاهم ماله وأتی المدينه ، فقال له النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : ربح البيع أبا يحيی.
علی إنّ عليّاً رضي اللّٰه عنه ممّن شروا أنفسهم ابتغاء مرضاه اللّٰه ، ليس في ذلك شك».
أقول :
إنّه لا مناص للمتعصّبين من القوم من الالتزام بصحّه ما وافق الذهبي الحاكم النيسابوري في تصحيحه ؛ لأنّ ما يصحّحه الذهبي ـ علی شدّه تعصّبه ـ لا يمكنهم التكلّم فيه أبداً!
فإلی هذه الآيه ونزولها في هذه القضيّه أشار ابن عبّاس في قوله في حديث المناقب العشر ، التی اختصّ بها أمير المؤمنين عليه السلام : «وشری عليّ نفسه ، لبس ثوب النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ونام مكانه ...» (٢).
__________________
(١) المراجعات : ٣٥.
(٢) هذا الحديث من أصحّ الأحاديث وأثبتها كما نصّ عليه كبار الحفّاظ ، كابن عبد البرّ في