رسول اللّٰه يقول له وقد خلّفه في بعض مغازیه : أما ترضي أن تكون مني بمنزله هارون من موسی إلّا أنّه لا نبوّه بعدي .. الحديث (١) ، فأبلس معاوية ، وكفّ عن تكلیف سعد.
أزيدك علی هذا كلّه : إنّ معاوية نفسه حدّث بحديث المنزله ؛ قال ابن حجر في صواعقه (٢) : أخرج أحمد أنّ رجلاً سأل معاوية عن مسأله ، فقال : سل عنها عليّاً فهو أعلم ، قال : جوابك فيها أحبّ إلیّ من جواب عليّ ، قال : بئس ما قلت! لقد كرهت رجلاً كان رسول اللّٰه يغرّه بالعلم غرّاً ، ولقد قال له : أنت مني بمنزله هارون من موسی إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه. إلی آخر كلامه (٣).
وبالجملة ، فإنّ حديث المنزله ممّا لا ريب في ثبوته بإجماع المسلمين علی اختلافهم في المذاهب والمشارب.
* وقد أخرجه صاحب الجمع بين الصحاح الستّه (٤). وصاحب الجمع بين الصحيحين (٥). وهو موجود في غزوه تبوك من صحيح البخاري (٦) ، وفي باب
__________________
(١) وأخرجه الحاكم أيضاً في أوّل ص ١٠٩ من الجزء الثالث من المستدرك ، وصحّحه علی شرط الشيخين. وأورده الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحّته علی شرط مسلم.
(٢) أثناء المقصد الخامس من المقاصد التی أوردها في الآيه الرابعه عشر من الباب ١١ ص ٢٧٣ من الصواعق.
(٣) حيث قال : وأخرجه آخرون. ـ قال ـ : ولكن زاد بعضهم : قم لا أقام اللّٰه رجلیك ، ومحا اسمه من الديوان ، إلی آخر ما نقله في ص ٢٧٣ من صواعقه ، ممّا يدلّ علی أنّ جماعه من المحدّثين غير أحمد أخرجوا حديث المنزله بالإسناد إلی معاوية.
(٤) في مناقب عليّ.
(٥) في فضائل عليّ ، وفي غزوه تبوك.
(٦) في ص ١٤٤ من جزئه الثالث.