وتلخّص :
١ ـ إنّ الحقّ مع السيّد في قوله : «أخرج المحدّثون والمفسّرون وأصحاب الكتب في أسباب النزول» ؛ فإنْ كان هؤلاء الأئمه الأعلام ، والحفّاظ الثقات ، كاذبين علی ابن عبّاس ، فما ذنبنا؟!
وإنْ كانت تفاسيرهم باطلهً ، وهم جهّال ، فما ذنبنا؟!
٢ ـ لكنّ الحديث بالسند المذكور ليس بكذبٍ ، وإلّا لم يورده ابن أبي حاتم في تفسيره الذي نصَّ ابن تيميّة علی خلوّه من الأكاذيب (١).
وهذا أحد مواضع تناقضات ابن تيميّة في منهاجه ، وما أكثرها!!
٣ ـ علی إنّه لو كان الإسناد المذكور ضعيفاً ، فقد روی عن ابن عبّاس بغير هذا الإسناد ، وقد تقدّم عن أُسد الغابه ، كما تقدّم التصريح بذلك من ابن كثير والشوكاني ؛ فهل جهل به ابن تيميّة ومقلّدوه ، أو تجاهلوه عناداً وكتموه؟!!
تنبيه :
قال بعض الكذّابين : «إنّ الآيه نزلت في أبي بكر حين تصدّق بأربعين ألف دينار! عشره بالليل وعشره بالنهار وعشره في السرّ وعشره في العلانيه!».
أورده النسفي (٢) ، والخطيب الشربيني (٣).
وتعرّض له الآلوسي فقال : «وقال بعضهم : إنّها نزلت في أبي بكر الصدّيق رضي اللّٰه تعالی عنه ، تصدّق بأربعين ألف ... وتعقّبه الإمام السيوطي بأنّ حديث
__________________
(١) منهاج السُنّة ٧ : ١٣.
(٢) تفسير النسفي ١ : ١٥٣.
(٣) تفسير السراج المنير ١ : ١٨٣.