ومن رواته : ابن جرير الطبري ، وعنه المتّقی الهندی (١).
٦ ـ وقد استدلَّت الصدّیقه الطاهرة فاطمة الزهراء بحديث المنزله ، في كلامٍ لها مع الناس (٢).
٧ ـ وقالت الهاشمیه أروی بنت الحارث بن عبد المطّلب في كلامٍ لها مع معاوية : «كنّا ـ أهل البيت ـ أعظم الناس في هذا الدين بلاءً ، حتّی قبض اللّٰه نبیّه مشكوراً سعيه ، مرفوعاً منزلته ، فوثبت علينا بعده تیم وعدی وأُميّه ، فابتزّونا حقّنا ، وليتُم علينا تحتجّون بقرابتكم من رسول اللّٰه ونحن أقرب إليه منكم وأولي بهذا الأمر ، وكنّا فیكم بمنزله بني إسرائيل في آل فرعون ، وكان عليّ بن أبي طالب بعد نبينا بمنزله هارون من موسی» (٣).
هذا تمام الكلام في حديث المنزله ، وكيفيه الاستدلال به علی إمامه أمير المؤمنين عليه السلام ودفع الشبهات عنه ..
هذا ، ولو لا تمامیه دلالته علی الإمامه العامّه لعليّ بعد رسول اللّٰه لَما اضطرّ بعضهم إلی أن يضع عنه : «أبو بكر وعمر مني بمنزله هارون من موسی» فإنّه ـ في الحقيقة ـ إقرار بالدلاله مع صحّه السند ، وردّ علی جميع المعترضين.
ثمّ إنّ السيّد رحمه اللّٰه تعرّض هنا لحديث المؤاخاه وحديث سدّ الأبواب ، بمناسبه اشتمال بعض ألفاظهما علی حديث المنزله ، فذكر جملهً من موارد تنصیص النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم علی الأُخوّه بينه وبين أمير المؤمنين ، كما في كتب السُنّة ، وألفاظاً من حديث سدّ الأبواب إلّا باب عليّ ، ونحن نوضّح الكلام
__________________
(١) كنز العمّال ١٣ : ٣٦٤٩٥/١٦٢.
(٢) أسني المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب ـ للحافظ ابن الجزری الشافعي ـ : ٥٠ ـ ٥١.
(٣) العقد الفريد ٢ : ١١٩ ـ ١٢٠ ، تاريخ أبي الفداء ١ : ١٨٨ ، وغيرهما.