سنان ، قال : حدّثنا فلیح ، قال : حدّثنا أبو النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري».
فمداره ـ كما تری ـ علی «فلیيح بن سليمان» ، وقد عرفته سابقاً عند الكلام علی روآيه مسلم ، وعلمت أن لفظ الحديث عن هذا الرجل «الخوخة» لا «الباب» ، فما عند البخاري هنا محرَّف قطعاً ، وقد تقدّم كلام بعض الشرّاح في محاوله توجیهه.
ثمّ إنّ في سند البخاري في «باب الخوخه والممرّ في المسجد» مشكله أُخری ، وهی : إنّ «عبيد بن حنین» لا يروی عن «بسر بن سعيد» وهذا ما نصّ عليه القوم واضطربوا في توجیهه كذلك :
قال ابن حجر : «قال الدارقطني : هذا السياق غير محفوظ ، واختلف فيه علی فلیح (١) ...» ، فذكر ثلاثه أوجه مختلفه ، ثمّ شرع في الجواب عن هذا الاعتراض والدفاع عن البخاري.
هذا في مقدّمه فتح الباری ، في الحديث الرابع من الأحاديث التی اعترض فيها علی البخاري.
وأمّا في شرح الحديث ، فقد حاول دفع الإشكال بأنّ الحديث عند «أبي النضر» عن شيخین هما «بسر» و «عبيد» ، وأنّ «فلیحاً» كان يجمعهما مرّهً ويقتصر علی أحدهما أُخری. هكذا قال ، لكنّه اضطرّ إلی الاعتراف بالخطأ فقال : «فلم يبق إلّا أنّ محمّد بن سنان أخطأ في حذف الواو العاطفه ، مع احتمال أن يكون الخطأ من فلیح حال تحديثه له به».
هذا بالنسبه إلی حديث «الخوخه» وألفاظه وأسانيده.
__________________
(١) مقدّمه فتح الباری : ٣٤٩.