ولمّا قفل بمن معه من تلك الألوف وبلغوا وادی خمّ ، وهبط عليه الروح الأمين بآيه التبلیغ عن ربّ العالمین ، حطّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم هناك رحله ، حتّی لحقه من تأخّر عنه من الناس ورجع إليه من تقدّمه منهم ، فلمّا اجتمعوا صلّی بهم الفریضه ، ثمّ خطبهم عن اللّٰه عزّ وجلّ ، فصدع بالنصّ في ولآيه عليّ ، وقد سمعت شذره من شذوره ، وما لم تسمعه أصحّ وأصرح ، علی أنّ في ما سمعته كفآيه ..
وقد حمله عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم كلّ مَن كان معه يومئذ من تلك الجماهیر ، وكانت تربو علی مئه ألف نسمه من بلاد شتّی.
فسُنّة اللّٰه عزّ وجلّ التی لا تبدیل لها في خلقه تقتضی تواتره ، مهما كانت هناك موانع تمنع من نقله ، علی أنّ لأئمّة أهل البيت طرقاً تمثّل الحكمه في بثّه وإشاعته.
* وحسبك منها ما قام به أمير المؤمنين أيام خلافته ؛ إذ جمع الناس في الرحبه فقال : أُنشد اللّٰه كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ ما قال ، إلّا قام فشهد بما سمع ، ولا يقم إلّا من رآه بعينيه وسمعه بأذنیه.
فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا ، فشهدوا أنّه أخذه بیده ، فقال للناس : أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟! قالوا : نعم ، قال صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : مَن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ... الحديث.
__________________
التعليقة عليه كلام يجدر بالباحثين أن يقفوا عليه.