وذكر المحبّه والعداوه دليل صريح علی أنّ المقصود إیجاب محبّته والتحذیر من عداوته ، لا التصرّف وعدمه.
فعلم أنّ مقصوده صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم بهذا الكلام إنّما كان إفاده هذا المعني الذي يفهم منه بلا تكلّف يوقف قاعده لغه العرب يعني محبّه عليّ فرض كمحبّته عليه السلام ، وعداوته حرام كعداوته عليه السلام. وهذا مذهب أهل السُنّة ، ومطابق لفهم أهل البيت في ذلك.
كما أورد أبو نعيم عن الحسن المثني بن الحسن السبط الأكبر أنّهم سألوه عن حديث : «مَن كنت مولاه» هل هو نصّ علی خلافه علیّ؟
قال : لو كان النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم أراد خلافته بذلك الحديث لقال قولاً واضحاً هكذا : «يا آيها الناس! هذا ولي أمري والقائم عليكم بعدي فاسمعوا وأطيعوا» ، ثمّ قال الحسن : أُقسم باللّٰه أنّ اللّٰه تعالی ورسوله لو آثروا عليّاً لأجل هذا الأمر ، ولم يمتثل عليّ لأمر اللّٰه ورسوله ولم يقِدم علی هذا الأمر لكان أعظم الناس خطأ بترك امتثال ما أمر اللّٰه ورسوله به.
قال رجل : أما قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه»؟!
قال الحسن : لا والله ، إنّ رسول اللّٰه لو أراد الخلافه لقال واضحاً وصرّح بها ، كما صرّح بالصلاه والزكاه ، وقال : يا آيها الناس! إنّ عليّاً ولي أمركم من بعدي والقائم في الناس بأمری). مختصر التحفه الاثني عشريه : ١٦١.
قال الشيخ الدهلوی : (وفي هذا الحديث دليل صريح علی اجتماع الولایتین في زمان واحد ؛ إذ لم يقع التقييد بلفظ «بعدي» بل سَوْقُ الكلام لتسوية الولايتين في جميع الأوقات من جميع الوجوه ، كما هو الأظهر ، وشركه الأمير