بقوله : «بعدي» وجه ، ولَما صحّ لعمر أن يقول : «أصبحت اليوم ...».
وسادساً : إنّه لو كان المراد هو «المحبّه» فأي معني لقول بعض الصحابه ـ لمّا سمع عليّاً عليه السلام يناشدهم حديث الغدير ـ : «فخرجت وفي نفسی شيء»؟!
أخرج أحمد بإسناده عن أبي الطفيل : «فخرجت وكأنّ في نفسی شيئاً ، فلقیت زيد بن أرقم فقلت له : إني سمعت عليّاً يقول كذا وكذا. قال : فما تنكر؟ قد سمعت رسول اللّٰه يقول ذلك له» (١).
وأخرجه النسائي من حديث حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل (٢).
وسابعاً : إنّه لو كان المراد «المحبّه» فلما ذا سلّم أبو أیوب وجماعته علی الإمام بالولايه ، استناداً إلی ما سمعوه من النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم يوم غدير خم ؛ ورواه الأئمّة بالأسانيد الصحيحه :
«جاء رهط إلی عليّ بالرحبه فقالوا : السلام عليك يا مولانا. قال : وكيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا : سمعنا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فهذا مولاه.
قال : فلمّا مضوا تبعتهم وسألت من هم؟
قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري» (٣).
وهكذا .. القرائن والقضايا الأُخری التی ذكرناها سابقاً ، والتی لم نذكرها ،
__________________
(١) البدآيه والنهآيه ٧ : ٣٤٦.
(٢) خصائص عليّ : ١١٧.
(٣) مسند أحمد ٦ : ٥٨٣ ، المعجم الكبير ٤ : ١٧٣ ، الرياض النضره ٣ : ١٢٦ ، البدآيه والنهآيه ٧ : ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، مرقاه المفاتیح ٥ : ٥٧٤.