وقول المفتری : «قال الذهبي في تلخيصه : موضوع».
یَردّه : إنّه قد أخرج الحاكم حديث : «أنا مدينه العلم» بأسانيد ، فأخرجه أوّلاً بسنده عن أبي الصّلت عبد السلام بن صالح : «ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول اللّٰه ...».
ثمّ قال : «وأبو الصّلت ثقه مأمون ، فإني سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب في التاريخ يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدوری يقول : سألت يحيی بن معين عن أبي الصّلت الهروی؟ فقال : ثقه. فقلت : أليس قد حدّث عن أبي معاوية ، عن الأعمش : أنا مدينه العلم؟ فقال : قد حدّث به محمّد بن جعفر الفیدی ، وهو ثقه مأمون ...» (١).
فأقول :
أوّلاً : قد ظهر أنّ النزاع في هذا الحديث بهذا السند ، يعود إلی الخلاف في «أبي الصّلت» ، والحاكم قد وثّقه ، ثمّ استشهد بتوثيق يحيی بن معين.
وثانياً : إنّ جرح الذهبي لا يصلح لأن يعارض توثيق يحيی بن معين ، وذلك لوجوه :
١ ـ إنّ يحيی بن معين عندهم من أئمّة الجرح والتعديل ، وقد ترجم له الذهبي نفسه فوصفه ب : «الإمام الحافظ الجهبذ ، شيخ المحدّثين ...أحد الأعلام ...» وذكر عن الأئمّة في حقّه ما لم يرد في حقّ غيره (٢).
٢ ـ إنّ ابن معين كان معاصراً لأبي الصّلت ، فيكون توثیقه شهادهً حسّیه منه
__________________
(١) المستدرك علی الصحيحين ٣ : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، كتاب معرفه الصحابه.
(٢) سير أعلام النبلاء ١١ : ٧١.