وثانياً : فإنّ هذا الحديث قد أخرجه أبو نعيم الأصفهاني ، وابن عساكر الدمشقي ، وغيرهما من الأعلام ، وقال المناوی بشرحه : «قال ابن درید : وهذا من الكلام الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إراده اختصاصه بأُموره الباطنه ، التی لا يطّلع عليها أحد غيره ، وذلك غآيه في مدح عليّ ، وقد كانت ضمائر أعدائه منطویهً علی اعتقاد تعظیمه. وفي شرح الهمزیه : إنّ معاوية كان يرسل يسأل عليّاً عن المشكلات فیجیبه ، فقال أحد بنیه : تجیب عدوّك؟ قال : أما يكفینا أن احتاجنا وسألنا؟» (١).
وثالثاً : إنّ الأصل في ذكر هذا الحديث بترجمة ضرار بن صُرد هو ابن عدی ، وقد تبعه الذهبي في الميزان (٢) ، قال ابن عدی : «حدّثنا أحمد بن حمدون النيسابوري ، حدّثنا ابن بنت أبي أُسامه ـ هو جعفر بن هذيل ـ حدّثنا ضرار بن صرد ، حدّثنا يحيی بن عيسی الرملی ، عن الأعمش ، عن عبآيه ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلّی اللّٰه عليه [وآله] وسلّم ، قال : عليّ عیبه علمی.
قال الشيخ : وضرار بن صرد هذا من المعروفین بالكوفه ، وله أحاديث كثيره ، وهو في جمله من ينسب إلی التشيّع بالكوفه» (٣).
لكنّ الذهبي لم يذكر كلمه ابن عدی هذه في الرجل!
ورابعاً : لقد اختلفت كلمات القوم في ضرار بن صرد ؛ قال المزّي : «روی عنه البخاري في كتاب أفعال العباد» ، ثمّ ذكر أسماء الرواه عنه من كبار الأئمّة : ك : أبي حاتم الرازي ، وأبي زرعة الرازي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبه ، ومحمّد بن
__________________
(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٤ : ٣٥٦.
(٢) ميزان الاعتدال ٢ : ٣٢٧.
(٣) الكامل في ضعفاء الرجال ٥ : ١٦١.