خاتمه أنبيائه؟!
وانظر إلی اختيار الوصي وكونه علی نسق اختيار النبيّ ..
وانظر كيف أوحی اللّٰه إلی نبیّه أن يزوّجه ويتّخذه وصيا؟!
وانظر هل كانت خلفاء الأنبياء من قبل إلّا أوصياءهم؟!
وهل يجوز تأخير خيره اللّٰه من عباده ، ووصي سيّد أنبيائه ، وتقديم غيره عليه؟!
وهل يصحّ لأحدٍ أن يتولي الحكم عليه ، فیجعله من سوقته ورعاياه؟!
وهل يمكن عقلاً أن تكون طاعه ذلك المتولي واجبه علی هذا الذي اختاره اللّٰه كما اختار نبیّه؟!
وكيف يختاره اللّٰه ورسوله ثمّ نحن نختار غيره (وَمٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاٰ مُؤْمِنَهٍ إِذٰا قَضَی اللّٰهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يكون لَهُمُ الْخِيره مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يعْصِ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاٰلاً مُبيناً) (١).
وقد تضافرت الروايات أن أهل النفاق والحسد والتنافس لمّا علموا أنّ رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم سیزوّج عليّاً من بضعته الزهراء ـ وهی عدیله مریم وسیّده نساء أهل الجنّه ـ حسدوه لذلك وعظم عليهم الأمر ، ولا سیّما بعد أن خطبها مَن خطبها فلم يفلح (٢) ، وقالوا : إنّ هذه میزه يظهر بها فضل عليّ ،
__________________
(١) سوره الأحزاب ٣٣ : ٣٦.
(٢) أخرج ابن أبي حاتم عن أنس ، قال : جاء أبو بكر وعمر يخطبان فاطمة إلی النبيّ ، فسكت ولم يرجع إليهما شيئاً ، فانطلقا إلی عليّ ينبّهانه إلی ذلك. الحديث.
وقد نقله عن ابن أبي حاتم كثير من الأثبات ، كابن حجر في أوائل باب ١١ من صواعقه ، ونقل ثمّه عن أحمد بالإسناد إلی أنس نحوه.