وحسبك شاهداً لهذا ما أخرجه الإمام أحمد في ص ٢٦ من الجزء الخامس من مسنده من حديث معقل بن يسار ، إنّ النبي صلّی اللّٰه عليه [وآله] وسلّم ، عاد فاطمة في مرض أصابها علی عهده ، فقال لها : كيف تجدينك؟
قالت : والله! لقد اشتدّ حزني ، واشتدّت فاقتی ، وطال سقمی.
قال صلّی اللّٰه عليه [وآله] وسلّم : أوَما ترضين أني زوّجتك أقدم أُمّتی سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً. انتهی.
والأخبار في ذلك متضافره لا تحتملها مراجعتنا» (١).
قال السيّد ـ رحمه اللّٰه ـ :
«وصيه النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم إلی عليّ لا يمكن جحودها ، إذ لا ريب في أنّه عهد إليه ـ بعد أن أورثه العلم والحكمه (٢) ـ بأن يغسّله ويجهّزه ويدفنه (٣) ،
__________________
(١) المراجعات : ١٩٩ ـ ٢٠٢.
(٢) قف علی المراجعه ٦٦ ، تعلم أنّه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم أورثه ذلك.
(٣) أخرج ابن سعد ص ٢٧٨ ج ٢ من طبقاته عن عليّ ، قال : أوصي النبيّ أن لا يغسّله أحد غيری.
وأخرج أبو الشيخ وابن النجّار ـ كما في ص ٢٤٩ ج ٧ من كنز العمّال ـ عن عليّ ، قال : أوصاني رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه و [آله] وسلّم ، فقال : إذا أنا متّ فغسّلني بسبع قرب.
وأخرج ابن سعد عند ذكر غسل النبيّ ص ٢٨١ ج ٢ من طبقاته ، عن عبد الواحد بن أبي عوانه ، قال : قال رسول اللّٰه في مرضه الذي توفي فيه : يا علی! اغسلني إذا متّ.
قال : قال علی : فغسّلته ، فما آخذ عضواً إلّا تبعني.
وأخرج الحاكم ص ٥٩ ج ٣ من المستدرك ، والذهبي في تلخيصه وصحّحاه ، بالإسناد إلی عليّ ، قال : غسّلت رسول اللّٰه ، فجعلت أنظر ما يكون من المیت ، فلم أرَ شيئاً ، وكان طیّباً حيا ومیّتاً ..