أمير المؤمنين! عندی ما قاله رسول اللّٰه ؛ قال : وما هو؟! قال : حدّثني غندر ، حدّثنا شعبه ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كنّا مع النبيّ في ليله أربع عشره ، فنظر إلی البدر فقال : إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا البدر لا تضامون في رؤيته.
فقال لابن أبي دؤاد : ما تقول؟! قال : انظر في إسناد هذا الحديث. ثمّ انصرف.
فوجّه إلی علی بن المديني ، وعلی ببغداد مُمْلِق ، ما يقدر علی درهم ، فأحضره ، فما كلّمه بشيء حتّی وصَلَه بعشره آلاف درهم ، وقال : هذه وصلك بها أمير المؤمنين ؛ وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحقّ من أرزاقه ، وكان له رزق سنتين ، ثمّ قال له : يا أبا الحسن! حديث جرير بن عبد اللَّه في الرؤيه ما هو؟ قال : صحيح ، قال : فهل عندك عنه شيء؟ قال : يعفيني القاضي من هذا ؛ قال : هذه حاجه الدهر.
ثمّ أمر له بثيابٍ وطيبٍ ومركبٍ بسرجه ولجامه ، ولم يزل حتّی قال له : في هذا الإسناد من لا يعمل عليه ولا علی ما يرويه ...» (١).
وهذه القصّه مخلّه بعداله الرجل كما هو واضح ، ولذا اضطرب الخطيب والذهبي وغيرهما كيف يجيبون عنها ...فراجع.
وأمّا ذِكر العقيلي له في الضعفاء ، فقد انزعج منه الذهبي بشدّهٍ ، فقال له : «أفما لك عقل يا عقيلي؟! أتدري في من تتكلّم؟!» قال : «وهذا أبو عبد اللَّه البخاري ، وناهيك به! قد شحن صحيحه بحديث علی بن المديني» (٢).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١١ : ٤٦٦ ، سير أعلام النبلاء ١١ : ٥٢.
(٢) ميزان الاعتدال ٣ : ١٤٠.