«توثيقهم الناصبی غالباً ، وتوهينهم الشيعه مطلقاً».
هذا ، وسيأتي الكلام علی معني «الرافضي» و «الشيعي» بالتفصيل.
ومن هنا نری ابن حجر يقول في تقريبه بترجمة مثل عمر بن سعد بن أبي وقّاص ـ بعد أن يذكر في تهذيبه قول يحيی بن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقه؟! ـ : «صدوق ، لكنْ مقته الناس ، لكونه كان أميراً علی الجيش الّذين قتلوا الحسين بن عليّ» (١).
فهو «صدوق»!! «لكنْ مقَتَه الناس»!! أمّا هو فغير معلوم مقته إياه!! «لكونه كان أميراً علی الجيش الّذين قتلوا الحسين بن عليّ» فهو كان مجرّد أمير علی الجيش!! لكنْ يحيی بن معين وصفه ب «من قتل الحسين» ، بل قال الذهبي : «باشر قتال الحسين وفَعَل الأفاعيل»!!
أقول :
ومنهم : ابن سعد صاحب الطبقات ، والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك ...وسيأتي التعريف بهما ....
فهؤلاء أشهر أئمّة القوم في الجرح والتعديل ، وهم بين فاسقٍ وناصبيٍ ومتعصّبٍ ومتّهم ....
وإذا كان هذا حال علماء القوم وأئمّتهم في توثيق الرجال والرواه ، وجرحهم ، فكيف يعتمد علی أقوالهم وآرائهم؟! وكيف يجوز البناء علی قبولهم وردّهم؟! وأي قيمهٍ للعقيده أو الأحكام الشرعيه المبنيّه علی أساس توثيقات هؤلاء وتجريحاتهم؟!
__________________
(١) تقريب التهذيب ٢ : ٥٦.