الأول ، وقد ذكر في [الحج : ٥١] معنى سعوا ، ومعاجزين (أَلِيمٌ) بالرفع قراءة حفص صفة لعذاب ، وبالخفض قراءة نافع وغيره صفة لرجز (وَيَرَى) معطوف على ليجزي أو مستأنف ، وهذا أظهر (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) هم الصحابة أو من أسلم من أهل الكتاب ، أو على العموم (الْحَقَ) مفعول ثاني ليرى ، لأن الرؤية هنا بالقلب بمعنى العلم والضمير ضمير فصل (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي قال بعضهم لبعض : هل ندلكم على رجل يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) معنى مزقتم أي : بليتم في القبور ، وتقطعت أوصالكم ، وكل ممزق : مصدر ، والخلق الجديد : هو الحشر في القيامة ، والعامل في إذا معنى إنكم لفي خلق جديد ، لأن معناه : تبعثون إذا مزقتم ، وقيل : العامل فيه فعل مضمر مقدر قبلها وذلك ضعيف ، وإنكم لفي خلق جديد معمول ينبئكم وكسرت اللام التي في خبرها ، ومعنى الآية أن ذلك الرجل يخبركم أنكم تبعثون بعد أن بليتم في الأرض ، ومرادهم استبعاد الحشر (أَفْتَرى عَلَى اللهِ) هذا من جملة كلام الكفار ، ودخلت همزة الاستفهام على ألف الوصل فحذفت ألف الوصل وبقيت الهمزة مفتوحة غير ممدودة (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ) هذا ردّ عليهم : أي أنه لم يفتر على الله الكذب وليس به جنة ، بل هؤلاء الكفار في ضلال وحيرة عن الحق توجب لهم العذاب ، ويحتمل أن يريد بالعذاب عذاب الآخرة ، أو العذاب في الدنيا بمعاندة الحق ، ومحاولة ظهور الباطل.
(أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) الضمير في يروا للكفار المنكرين للبعث ، وجعل السماء والأرض بين أيديهم وخلفهم ، لأنهما محيطتان بهم ، والمعنى ألم يروا إلى السماء والأرض فيعلمون أن الذي خلقهما قادر على بعث الناس بعد موتهم ، ويحتمل أن يكون المعنى تهديد لهم ثم فسره بقوله : إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء : أي أفلم يروا إلى السماء والأرض أنهما محيطتان بهم ، فيعلمون أنهم لا مهرب لهم من الله (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) الإشارة إلى إحاطة السماء بهم ، أو إلى عظمة السماء والأرض بأن فيهما آية تدل على البعث.
(يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) تقديره : قلنا يا جبال ، والجملة تفسير لفضلا ، ومعنى أوّبي : سبّحي ، وأصله من التأويب ، وهو الترجيع ، لأنه كان يرجّع التسبيح فترجعه معه : وقيل : هو من التأويب بمعنى السير بالنهار ، وقيل : كان ينوح فتساعده الجبال بصداها ، والطير بأصواتها (وَالطَّيْرَ) بالنصب عطف على موضع يا جبال ، وقيل : مفعول معه ، وقيل :