سورة سبأ
مكية إلا آية ٦ فمدنية وآياتها ٥٤ نزلت بعد لقمان
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(سورة سبأ) (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) يحتمل أن يكون الحمد الأول في الدنيا ، والثاني في الآخرة ، وعلى هذا حمله الزمخشري ، ويحتمل عندي أن يكون الحمد الأول للعموم والاستغراق ، فجمع الحمد في الدنيا والآخرة ، ثم جرد منه الحمد في الآخرة كقوله : (فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) ، ثم إن الحمد في الآخرة يحتمل أن يريد به الجنس ، أو يريد به قوله : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [يونس : ١٠] أو (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) [الزمر : ٧٤] (ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) أي يدخل فيها من المطر والأموات وغير ذلك (وَما يَخْرُجُ مِنْها) من النبات وغيره (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) من المطر والملائكة والرحمة والعذاب وغير ذلك (وَما يَعْرُجُ فِيها) أي يصعد ويرتفع من الأعمال وغيرها (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) روي : أن قائل هذه المقالة هو أبو سفيان بن حرب (١) (لا يَعْزُبُ) أي لا يغيب ولا يخفى (وَلا أَصْغَرُ) معطوف على مثقال ؛ وقال الزمخشري : هو مبتدأ ، لأن حرف الاستثناء من حروف العطف ، ولا خلاف بين القراء السبعة في رفع أصغر وأكبر في هذا الموضع ، وقد حكى ابن عطية الخلاف فيه عن بعض القراء السبعة ، وإنما الخلاف في [يونس : ٦١] (فِي كِتابٍ مُبِينٍ) يعني اللوح المحفوظ (لِيَجْزِيَ) متعلق بقوله : لتأتينكم أو بقوله : لا يعزب أو بمعنى قوله : في كتاب مبين.
(وَالَّذِينَ سَعَوْا) مبتدأ وخبره الجملة بعده ، وقال ابن عطية : هو معطوف على الذين
__________________
(١). قوله : عالم الغيب. قرأها نافع وابن عامر : عالم ، وقرأها ابن كثير وأبو عمرو وعاصم : عالم الغيب.