مُحْضَرُونَ) قرئ لما بالتخفيف وهي لام التأكيد دخلت على ما المزيدة وإن على هذا مخففة من الثقيلة ، وقرئ بالتشديد وهي بمعنى إلا (١) ، وإن على هذا نافية (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) ما معطوفة على ثمره أي ليأكلوا من الثمر وما عملته أيديهم بالحرث والزراعة والغراسة ، وقيل ما نافية وقرئ ما عملت من غير هاء (٢) وما على هذا معطوفة (الْأَزْواجَ) يعني أصناف المخلوقات ثم فسرها بقوله : مما تنبت الأرض وما بعده ، فمن في المواضع الثلاثة للبيان (وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) يعني أشياء لا يعلمها بنو آدم كقوله : (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) [النحل : ٨].
(نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) أي نجرده منه وهي استعارة (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) أي لحد موقت تنتهي إليه من فلكها ، وهي نهاية جريها إلى أن ترجع في المنقلبين الشتاء والصيف ، وقيل : مستقرها : وقوفها كل وقت زوال ، بدليل وقوف الظل حينئذ ، وقيل : مستقرها يوم القيامة حين تكوّر ، وفي الحديث : مستقرها تحت العرش تسجد فيه كل ليلة بعد غروبها» ، وهذا أصح الأقوال لوروده عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الحديث المروي في البخاري عن أبي ذر (٣) ، وقرئ لا مستقر لها أي لا تستقر عن جريها (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) قرأ نافع (٤) بالرفع على الابتداء أو عطف على الليل ، وآخرون بالنصب على إضمار فعل ، ولا بد في قدّرناه من حذف تقديره : قدرنا سيره منازل ، ومنازل القمر ثمانية وعشرون ينزل القمر كل ليلة واحدة منها من أول الشهر ، ثم يستتر في آخر الشهر ليلة أو ليلتين ، وقال الزمخشري : وهذه المنازل هن مواضع النجوم ؛ وهي السرطان ، البطين ، الثريا ، الدبران ، الهقعة الهنعة ، الذراع ، النثرة ، الطرف ، الجبهة ، الزبرة الصرفة ، العوى ، السماك ، الغفر ، الزباني ، الإكليل ، القلب ، الشولة ، النعائم ، البلدة ، سعد بلع ، سعد الذابح ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، فرغ الدلو المقدم ، فرغ الدلو المؤخر ، بطن الحوت (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) العرجون هو غصن النخلة شبه القمر به إذا انتهى في نقصانه ، والتشبيه في ثلاثة
__________________
(١). قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي : لمّا بالتشديد وقرأها الباقون بدون تشديد.
(٢). قرأها حمزة والكسائي وأبو بكر : ما عملت ، وقرأ الباقون : وما عملته أيديهم.
(٣). انظر الجامع الصحيح للبخاري كتاب بدء الخلق ج ٤ ص ٧٥.
(٤). نافع وابن كثير وأبو عمرو والباقون : والقمر بالنصب.