للإنكار ، والإنسان هنا جنس بني آدم : أي ليس لأحد ما يتمنى بل الأمر بيد الله ، وقيل : إن الإشارة إلى ما طمع فيه الكفار من شفاعة الأصنام ، وقيل : إلى قول العاصي بن وائل : لأوتين مالا وولدا ، وقيل : هو تمني بعضهم أن يكون نبيا ، والأحسن حمل اللفظ على إطلاقه.
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ) الآية : رد على الكفار في قولهم : إن الأوثان تشفع لهم ، كأنه يقول : الملائكة الكرام لا تغني شفاعتهم شيئا إلا بإذن الله فكيف أوثانكم؟ (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) معناه أن الملائكة لا يشفعون لشخص إلا بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة فيه ويرضى عنه (لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) يعني قولهم : إن الملائكة بنات الله ، ثم ردّ عليهم بقوله : وما لهم به من علم (ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) أي إلى ذلك انتهى علمهم ؛ لأنهم علموا ما ينفع في الدنيا ، ولم يعلموا ما ينفع في الآخرة (لِيَجْزِيَ) اللام متعلقة بمعنى ما قبلها ، والتقدير : أن الله مالك أمر السموات والأرض ليجزي الذي أساؤوا بما عملوا. وقيل : يتعلق بضل واهتدى (كَبائِرَ الْإِثْمِ) (١) ذكرنا الكبائر في النساء [٣١] (إِلَّا اللَّمَمَ) فيه أربعة أقوال : الأول : أنه صغائر الذنوب فالاستثناء على هذا منقطع. الثاني : أنه الإلمام بالذنوب على وجه الفلتة والسقطة دون دوام عليها. الثالث : أنه ما ألموا به في الجاهلية من الشرك والمعاصي : الرابع : أنه الهمّ بالذنوب وحديث النفس به دون أن يفعل (أَجِنَّةٌ) جمع جنين (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) أي لا تنسبوا أنفسكم إلى الصلاح والخير ، قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون نهى عن أن يزكي بعض الناس بعضا ، وهذا بعيد لأنه تجوز التزكية في الشهادة وغيرها.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) الآية : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وقيل نزلت في العاصي بن وائل (وَأَكْدى) أي قطع العطاء وأمسك (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) قيل : وفي طاعة الله في ذبح ولده ، وقيل : وفي تبليغ الرسالة ، وقيل : وفي شرائع الإسلام ، وقيل : وفي الكلمات التي ابتلاه الله بهن ، وقيل : وفي هذه العشر الآيات (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) ذكر فيما تقدم ،
__________________
(١). كبائر الإثم : قرأها حمزة والكسائي : كبير الإثم والباقون : كبائر.