رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) هذا إقامة حجة عليهم وتوبيخ لهم ، وتقبيح لإذايته مع علمهم بأنه رسول الله ، ولذلك أدخل قد الدالة على التحقيق (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) هذه عقوبة على الذنب بذنب ، وزيغ القلب هو ميله عن الحق (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ) إنما قال موسى يا قوم ، وقال عيسى يا بني إسرائيل ، لأنه لم يكن له فيهم أب (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ) معناه مذكور في [البقرة : ٤١] في قوله مصدقا لما معكم و (مُبَشِّراً بِرَسُولٍ) عن كعب أن الحواريين قالوا لعيسى : يا روح الله هل بعدنا من أمة؟ قال نعم أمة أحمد حكماء علماء أتقياء أبرار (اسْمُهُ أَحْمَدُ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الله الناس على قدمي وأنا العاقب فلا نبي بعدي (١) وأحمد مشتق من الحمد ، ويحتمل أن يكون فعلا سمي به ، أو يكون صفة سمي بها كأحمد ، ويحتمل أن يكون بمعنى حامد أو بمعنى محمود كمحمد (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) (٢) يحتمل أن يريد عيسى أو محمدا عليهما الصلاة والسلام ويؤيد الأول اتصاله بما قبله ، ويؤيد الثاني قوله وهو يدعى إلى الإسلام لأن الداعي إلى الإسلام هو محمد صلىاللهعليهوسلم (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) (٣) ذكر في براءة [٣٢] (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) الآية تفسير للتجارة المذكورة ، قال الأخفش : هو عطف بيان عليها (يَغْفِرْ لَكُمْ) جزم في جواب تؤمنون لأنه بمعنى الأمر ، وقد قرأه ابن مسعود آمنوا وجاهدوا على الأمر ؛ لأنه يقتضي التحضيض (وَأُخْرى تُحِبُّونَها) ارتفع أخرى على أنه خبر ابتداء مضمر تقديره : ولكم نعمة أخرى ، أو انتصب على أنه مفعول بفعل مضمر تقديره : ويمنحكم أخرى (نَصْرٌ مِنَ اللهِ) تفسير لأخرى فهو بدل منها (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) قال الزمخشري عطف على تؤمنون
__________________
(١). رواه البخاري في كتاب المناقب ص ١٦٢ ج ٤ عن جبير بن مطعم.
(٢). بقية الآية : سحر مبين : قرأها حمزة والكسائي : ساحر مبين.
(٣). بقية الآية : متم نوره ، قرأ نافع وأبو عمرو وغيرهما : والله متمّ نوره بالتنوين.