النار عن السبب وهو الطاعة (وَقُودُهَا) ذكر في البقرة [٢٤] (مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) يعني زبانية النار وغلظهم وشدتهم ، يحتمل أن يريد في أجرامهم وفي قساوة قلوبهم (وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) قيل : إن هذا تأكيد لقوله : لا يعصون الله ، وقيل : إن معنى لا يعصون امتثال الأمر ، ومعنى يفعلون ما يؤمرون جدهم ونشاطهم فيما يؤمرون به من عذاب الناس (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) يعني يوم القيامة ، ويحتمل أن يكون هذا خطاب من الله للكفار أو خطاب من الملائكة.
(تَوْبَةً نَصُوحاً) قال عمر بن الخطاب التوبة النصوح هي أن تتوب من الذنب ثم لا تعود إليه أبدا ، ولا تريد أن تعود. وقيل : معناه توبة خالصة فهو من قولهم : عسل ناصح إذا خلص من الشمع ، وقيل هو أن تضيق على التائب الأرض بما رحبت ؛ كتوبة (الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) [التوبة : ١١٨] قال الزمخشري : وصفت التوبة بالنصح على الإسناد المجازي ، والنصح في الحقيقة صفة التائبين ، وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم ، وقد تكلمنا على التوبة في قوله : وتوبوا إلى الله جميعا : في النور [٣١] (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ) العامل في يوم يحتمل أن يكون ما قبله ، أو ما بعده أو محذوف تقديره : اذكر ، والوقف والابتداء يختلف على ذلك (وَالَّذِينَ آمَنُوا) يحتمل أن يكون معطوفا على النبي أو مبتدأ وخبره بعده (نُورُهُمْ يَسْعى) ذكر في الحديد [١٩] (جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) ذكر في براءة [٨٨] (امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ) قيل اسم امرأة نوح والهة ، واسم امرأة لوط والعة ، وهذا يفتقر إلى صحة نقل (فَخانَتاهُما) قال ابن عباس : خيانة امرأة نوح في أنها كانت تقول : إنه مجنون وخيانة امرأة لوط بأنها كانت تخبر قومه بأضيافه إذا قدموا عليه ، وكانتا مع ذلك كافرتين ، وقيل : خانتا بالزنا ، وأنكر ابن عباس ذلك وقال : ما زنت امرأة نبي قط تنزيها من الله لهم عن هذا النقص ، وضرب الله المثل بهاتين المرأتين للكفار الذين بينهم وبين الأنبياء وسائل ؛ كأنه يقول : لا يغني أحد عن أحد ولو كان أقرب الناس إليه ؛ كقرب امرأة نوح وامرأة لوط من أزواجهما. وقيل : هذا مثال لأزواج النبي صلىاللهعليهوسلم فيما ذكر في أول السورة ، وهذا باطل ؛ لأن الله إنما ضربه للذين كفروا. وامرأة فرعون اسمها آسية وكانت قد آمنت بموسى عليهالسلام