الحار ، والغسلين صديد أهل النار عند ابن عباس. وقيل : شجر يأكله أهل النار ، وقال اللغويون : هو ما يجري من الجراح إذا غسلت وهو فعلين من الغسل (الْخاطِؤُنَ) جمع خاطئ وهو الذي يفعل ضد الصواب متعمّدا ، والمخطئ الذي يفعله بغير تعمد.
(فَلا أُقْسِمُ) لا زائدة غير نافية (بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ) يعني جميع الأشياء لأنها تنقسم إلى ما يبصر وما لا يبصر ، كالدنيا والآخرة والإنس والجن والأجسام والأرواح وغير ذلك (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هذا جواب القسم والضمير للقرآن والرسول الكريم جبريل وقيل : لمحمد عليه الصلاة والسلام (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) (١) قال ابن عطية : يحتمل أن تكون ما نافية ، فنفى إيمانهم بالجملة أو تكون مصدرية فوصف إيمانهم بالقلة ، وقال الزمخشري : القلة هنا بمعنى العدم ، أي لا تؤمنون ولا تذكرون البتة.
(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) التقوّل هو أن ينسب إلى أحد ما لم يقل ، ومعنى الآية : لو تقوّل علينا محمد لعاقبناه ، ففي ذلك برهان على أن القرآن من عند الله (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) قال ابن عباس : هنا القوة ومعناه : لو تقوّل علينا لأخذناه بقوتنا وقيل : هي عبارة عن الهوان كما يقال لمن يسجن : أخذ بيده وبيمينه ، قال الزمخشري : معناه لو تقوّل علينا لقتلناه ، ثم صور صورة القتل ليكون أهول ، عبر عن ذلك بقوله : لأخذنا منه باليمين ، لأن السيّاف إذا أراد أن يضرب المقتول في جسده أخذ بيده اليمنى ليكون ذلك أشد عليه لنظره إلى السيف (الْوَتِينَ) نياط القلب ، وهو عرق إذا قطع مات صاحبه ، فالمعنى لقتلناه (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) الحاجز المانع ، والمعنى : لو عاقبناه لم يمنعه أحد منكم ولم يدفع عنه وإنما جمع حاجزين ، لأن أحد في معنى الجماعة (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ) الضمير للقرآن وقيل : لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والأول أظهر (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) أي حسرة عليهم في الآخرة ، لأنهم يتأسفون إذا رأوا ثواب المؤمنين (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) قال الكوفيون هذا من إضافة الشيء إلى نفسه ، كقولك : مسجد الجامع ، وقال الزمخشري : المعنى : عين اليقين ومحض اليقين ، وقال ابن عطية : ذهب الحذاق إلى أن الحق مضاف إلى الأبلغ من وجوهه.
__________________
(١). قوله تؤمنون ثم تذكرون : قرأهما ابن كثير بالياء : يؤمنون يذكرون.