بإسكانها ، ويحتمل أن يكونا مصدرين فيكون نصبهما على البدل من ذكرا أو مفعولا بذكر ، أو يحتمل أن يكون عذرا جمع عذير أو عاذر ، ونذرا جمع نذير فيكون نصبهما على الحال (إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) يعني البعث والجزاء وهو جواب القسم (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) أي زال ضوؤها وقيل : محيت (وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) أي انشقت (وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) أي صارت غبارا (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) أي جعل لها وقت معلوم ، فحان ذلك الوقت وجمعت للشهادة على الأمم يوم القيامة وقرأ أبو عمرو وقّتت بالواو وهو الأصل ، والهمزة بدل من الواو (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) هو من الأجل كما أن التوقيت من الوقت ، وفيه توقيف [سؤال] يراد به تعظيم لذلك اليوم ثم بينه بقوله : (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) أي يفصل فيه بين العباد ثم عظّمه بقوله : (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) تكراره في هذه السورة قيل : إنه تأكيد وقيل : بل في كل آية ما يقتضي التصديق فجاء ويل يومئذ للمكذبين راجعا إلى ما قبله في كل موضع منها.
(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ) يعني الكفار المتقدمين ، كقوم نوح وغيرهم (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ) يعني قريشا وغيرهم من الكفار بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، وهذا وعيد لهم ظهر مصداقه يوم بدر وغيره (كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) أي مثل هذا الفعل نفعل بكل مجرم يعني الكفار (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) يعني المني ، والمهين الضعيف (فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ) يعني رحم المرأة (إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) يعني وقت الولادة ، وهو معلوم عند تسعة أشهر ، أو أقل منها أو أكثر (فَقَدَرْنا) بالتشديد من التقدير (١) وبالتخفيف من القدرة ، فإذا كان من القدرة اتفق مع قوله فنعم القادرون ، وإذا كان من التقدير فهو تجنيس (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً) الكفات من : كفت إذا ضم وجمع. فالمعنى أن الأرض تكفت الأحياء على ظهرها ، والموتى في بطنها. وانتصب أحياء وأمواتا على أنه مفعول بكفاتا لأن الكفات اسم لما يضم ويجمع ، فكأنه قال : جامعة أحياء وأمواتا ويجوز أن يكون المعنى : تكفتهم أحياء وأمواتا. فيكون نصبهما على الحال من الضمير ، وإنما نكّر أحياء وأمواتا للتفخيم ودلالة على كثرتهم (رَواسِيَ) يعني الجبال (شامِخاتٍ) أي مرتفعات (ماءً فُراتاً) أي
__________________
(١). قرأ نافع والكسائي بالتشديد والباقون بالتخفيف.