أخرج بغير حرف العطف؟ فالجواب أن هذه الجملة في موضع الحال وتفسير لما قبلها قاله الزمخشري (وَالْجِبالَ أَرْساها) أي أثبتها ونصب الجبال بفعل مضمر يدل عليه الظاهر وكذلك الأرض (مَتاعاً لَكُمْ) تقديره : فعل ذلك كله تمتيعا لكم منه (وَلِأَنْعامِكُمْ) لأن بني آدم والأنعام ينتفعون بما ذكر.
(الطَّامَّةُ) هي القيامة وقيل : النفخة الثانية واشتقاقها من قولك : طمّ الأمر إذا علا وغلب (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) أي أظهرت لكل من يرى ، فهي لا تخفى على أحد (مَقامَ رَبِّهِ) ذكر في سورة الرحمن [٤٦] (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) أي ردها عن شهواتها وأغراضها الفاسدة قال بعض الحكماء : إذا أردت الصواب فانظر هواك وخالفه. وقال سهل التستري : لا يسلم من الهوى إلا الأنبياء وبعض الصديقين (أَيَّانَ مُرْساها) ذكر في الأعراف : ١٨٧ (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) أي من ذكر زمانها فالمعنى لست في شيء من ذكر ذلك قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسأل عن الساعة كثيرا فلما نزلت هذه الآية انتهى (١) (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) أي منتهى علمها لا يعلم متى تكون إلا هو وحده (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) أي : إنما بعثت لتنذر بها ، وليس عليك الإخبار بوقتها ، وخص الإنذار بمن يخشاها ؛ لأنه هو الذي ينفعه الإنذار (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) أخبر أنهم إذا رأوا الساعة ظنوا أنهم لم يلبثوا في الدنيا أو في القبور إلا عشية يوم أو ضحى يوم ، وأضاف الضحى كذلك إلى العشية لما بينهما من الملابسة إذ هما في يوم واحد.
__________________
(١). رواه الإمام الطبري في تفسيره للآية.