يكون الولد ، وقيل : هي الأضلاع التي أسفل الصلب ، والأول هو الصحيح المعروف في اللغة ، ولذلك قال ابن عباس : هي موضع القلادة ما بين ثديي المرأة ، ويعني صلب الرجل وترائبه وصلب المرأة وترائبها ، وقيل : أراد صلب الرجل وترائب المرأة (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) الضمير في إنه لله تعالى وفي رجعه للإنسان ، والمعنى : أن الله قادر على رجع الإنسان حيا بعد موته ، والمراد إثبات البعث.
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) يعني : يوم القيامة ، والسرائر جمع سريرة وهي ما أسرّ العبد في قلبه من العقائد والنيات ، وما أخفى من الأعمال وبلاؤها هو تعرّفها والاطلاع عليها ، وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أن السرائر الإيمان والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة وهذه معظمها. فلذلك خصّها بالذكر ، والعامل في يوم قوله : رجعه أي يرجعه يوم تبلى السرائر ، واعترض بالفصل بينهما. وأجيب بقوة المصدر في العمل ، وقيل : العامل قادر واعترض بتخصيص القدرة بذلك اليوم ، وهذا لا يلزم لأن القدرة وإن كانت مطلقة فقد أخبر الله أن البعث إنما يقع في ذلك اليوم. وقال من احترز من الاعتراضين في القولين المتقدمين : العامل فعل مضمر من المعنى تقديره : يرجعه يوم تبلى السرائر ، وهذا كله على المعنى الصحيح في رجعه ، وأما على الأقوال الأخر فالعامل في يوم مضمر تقديره : اذكر (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) الضمير للإنسان ، ولما كان دفع المكاره في الدنيا إما بقوة الإنسان أو بنصرة غيره له أخبره الله أنه يعدمها يوم القيامة (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) المراد بالرجع عند الجمهور المطر وسماه رجعا بالمصدر ، لأنه يرجع كل عام أو لأنه يرجع إلى الأرض ، وقيل : الرجع السحاب الذي فيه المطر ، وقيل : هو مصدر رجوع الشمس والكواكب من منزلة إلى منزلة (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) يعني ما تصدع عنه الأرض من النبات ، وقيل : يعني ما في الأرض من الشقاق والخنادق وشبهها (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) الضمير للقرآن ، لأن سياق الكلام يقتضيه ، والفصل معناه الذي فصل بين الحق والباطل كما قيل له : فرقان. والهزل : اللهو يعني أنه جدّ كله (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) الضمير لكفار قريش ، وكيدهم هو ما دبروه في شأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الإضرار به وإبطال أمره (وَأَكِيدُ كَيْداً) هذا تسمية للعقوبة باسم الذنب ، للمشاكلة بين الفعلين (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) أي لا تستعجل عليهم بالعقوبة لهم أو بالدعاء عليهم ، وهذا منسوخ بالسيف (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) أي إمهالا يسيرا قليلا يعني إلى قتلهم يوم بدر ، أو إلى الدار الآخرة ، وجعله يسيرا ، لأن كل آت قريب ، ولفظ رويدا هذا صفة لمصدر محذوف ، وقد تقع بمعنى الأمر بالتساهل كقولك : رويدا يا فلان ، وكرّر الأمر في قوله أمهلهم وخالف بينه وبين لفظ مهل لزيادة التسكين والتصبير قاله الزمخشري.