الآية ، وسمعها بعض بطارقة الروم فأسلم ، وقال إنها جمعت كل ما في التوراة والإنجيل (وَأَقْسَمُوا) أي حلفوا ، والضمير للمنافقين (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) أي بالغوا في اليمين وأكدوها (لَيَخْرُجُنَ) يعني إلى الغزو (قُلْ لا تُقْسِمُوا) نهى عن اليمين الكاذبة لأنه قد عرف أنهم يحلفون على الباطل (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) مبتدأ وخبره محذوف أي طاعة معروفة أمثل وأولى بكم ، أو خبر مبتدأ محذوف أي المطلوب منكم طاعة معروفة لا يشك فيها (عَلَيْهِ ما حُمِّلَ) يعني تبليغ الرسالة (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) يعني السمع والطاعة واتباع الشريعة.
(لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) وعد ظهر صدقه بفتح مشارق الأرض ومغاربها لهذه الأمة ، وقيل : إن المراد بالآية : خلافة أبي بكر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم لقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، وانتهت الثلاثون إلى آخر خلافة عليّ ، فإن قيل : أين القسم الذي جاء قوله «ليستخلفنهم» جوابا له؟ فالجواب أنه محذوف تقديره : وعدهم الله وأقسم ، أو جعل الوعد بمنزلة القسم لتحققه (لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) قيل المراد بالذين ملكت أيمانكم : الرجال خاصة ، وقيل النساء خاصة ، لأن الرجال يستأذنون في كل وقت وقيل الرجال والنساء (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ) يعني الأطفال غير البالغين (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) نصب على الظرفية لأنهم أمروا بالاستئذان في ثلاثة مواطن ، فمعنى الآية أن الله أمر المماليك والأطفال بالاستئذان في ثلاثة أوقات ، وهي قبل الصبح وحين القائلة وسط النهار ، وبعد صلاة العشاء الأخيرة ، لأن هذه الأوقات يكون الناس فيها متجردين للنوم في غالب أمرهم ، وهذه الآية محكمة ؛ وقال ابن عباس : ترك الناس العمل بها ، وحملها بعضهم على الندب (تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ) يعني تتجرّدون (الظَّهِيرَةِ) وسط النهار (ثَلاثُ عَوْراتٍ) جمع عورة من الانكشاف كقوله : (بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) [الأحزاب : ٣٣] ومن رفع ثلاث فهو خبر ابتداء مضمر تقديره : هذه الأوقات ثلاث عورات لكم : أي تنكشفون فيها ، ومن نصبه فهو بدل من ثلاث مرات (لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَ) هذا الضمير المؤنث يعود على الأوقات المتقدّمة أي ليس عليكم ولا على