الفعل إلى القوم ، وفيه علامة التأنيث ، لأن القوم في معنى الجماعة والأمة ، فإن قيل : كيف قال المرسلين بالجمع وإنما كذبوا نوحا وحده؟ فالجواب من وجهين : أحدهما أنه أراد الجنس كقولك : فلان يركب الخيل وإنما لم يركب إلا فرسا واحدا والآخر أن من كذب نبيا واحدا فقد كذب جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لأن قولهم واحد ودعوتهم سواء ، وكذلك الجواب في : كذبت عاد المرسلين وغيره (وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) جمع أرذل ، وقد تقدّم الكلام عليه في قوله أراذلنا في [هود : ٢٧] (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) يعني الذين سموهم أرذلين ، فإنّ الكفار أرادوا من نوح أن يطردهم ، كما أرادت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يطرد عمار بن ياسر وصهيبا وبلالا وأشباههم من الضعفاء (الْمَرْجُومِينَ) يحتمل أن يريدوا الرجم بالحجارة ، أو بالقول وهو الشتم (فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) أي احكم بيننا (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) أي المملوء (بِكُلِّ رِيعٍ) الريع المكان المرتفع وقيل الطريق (آيَةً) يعني المباني الطوال وقيل أبراج الحمام (مَصانِعَ) جمع مصنع وهو ما أتقن صنعه من المباني ، وقيل : مأخذ الماء (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ) الآية تفسير لقوله أمدكم بما تعلمون فأبهم أولا ثم فسره (خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) بضم الخاء واللام أي عادتهم والمعنى أنهم قالوا : ما هذا الذي عليه من ديننا إلا عادة الناس الأولين ، وقرأ [ابن كثير والكسائي وأبو عمرو] بفتح الخاء وإسكان اللام ، ويحتمل على هذا وجهين : أحدهما أنه بمعنى الخلقة والمعنى ما هذه الخلقة التي نحن عليها إلا خلقة الأولين ، والآخر أنها من