وناقش آراء المخالفين فيها واستنصار مذهب أهل البيت في تلك المسألة ، وفي الفقه المقارن كتب السيد المرتضى كتاب الانتصار ، كما ألّف المفيد كتاب الاعلام فيما اتفقت الامامية عليه من الأحكام ممّا اتفقت العامة على خلافهم فيه.
٤ ـ ومن ملامح مدرسة بغداد ظهور الاستدلال بالاجماع فيما لم يجد الفقيه في المسألة نصّا ، أو لم تتم سلامة النص سندا ودلالة عنده ، فلو اجتمعت آراء فقهاء عصر واحد على أمر يكون ذلك دليلا على الحكم في المسألة ، إذ لا يمكن قيام اجماع فقهاء العصر على أمر من دون وجود دليل لذلك الحكم ، وتمسك الفقهاء في المدارس السابقة في ضمن استدلالاتهم في كتبهم بالاجماع تجدها نادرة وفي مدرسة بغداد وفي كتب الشيخ الطوسي بصورة خاصة مملوءة.
والاجماع المتسالم عند المتأخرين الذي يعتبر أحد الأدلة الأربعة هو ما أجمع علماء الصدر الأول الى الشيخ الطوسي ، على أمر وذلك لكونه يكشف عن دليل معتبر عندهم ، إذ مع شدة احتياطهم كيف يمكن أن يجمعوا على أمر لم يقم لديهم عليه دليل معتبر؟.