صار يشار اليه بالبنان.
أسفاره وأساتذته :
سافر العلامة الأنصاري بخدمة والده عام (١٢٣٢) وكان عمره يومذاك ثمانية عشر سنة الى زيارة العتبات المقدسة في العراق ، فلمّا وردا مدينة كربلاء وكانت في ذلك اليوم مركزا علميا مضاهيا للنجف الأشرف ، تشرّف الشيخ مع والده لزيارة السيد المجاهد حيث كان زعيم الحوزة العلمية ، وتعرّف السيد على الشيخ الأنصاري وقابليته واستعداده ، طلب من والده أن يمضي الى وطنه ويدع ولده في كربلاء ، امتثل والد الشيخ أمر السيد وترك ولده في كربلاء ليستفيد من درس السيد ، فواظب الشيخ الأنصاري في كربلاء على درس السيد ، وشريف العلماء مدة أربعة أعوام ، ثمّ سافر الى مسقط رأسه ، وبقي هناك ما يقرب من سنتين مشتغلا بالتدريس والتحقيق.
وعاد مرة ثانية الى مدينة كربلاء ليكمل دروسه ، فحضر درس شريف العلماء وبقي ملازما الاستفادة منه مدة عام واحد. ثمّ عزم على الذهاب الى النجف الأشرف وحضر درس الفقيه الشيخ موسى كاشف الغطاء ، فوجده بحرا متلاطما فاستفاد منه سنة كاملة.
ثمّ عاد الى وطنه ثانية ، وكانت الغاية من سفره هذه المرة التجوّل في أصقاع بلدان ايران العلمية والتعرّف بعلمائها حتى يطلع على الحركة العلمية في تلك البلاد ، فكانت أول بلدة دخلها هي مدينة بروجرد ، وبقي هناك شهرا واحدا ، ثمّ عزم على المغادرة قاصدا مدينة اصفهان ، وكان فيها الزعيم الديني يومذاك السيد محمد باقر الشفتي ، وحضر معهد درسه ، فلمّا تعرّف السيد بالشيخ الأنصاري أخذه الى داره وأكرم ضيافته ، وبقي هناك شهرا كاملا ، وكانت تجري بينهما محاورة ومناظرات علمية ، وكان السيد معجبا بآراء الشيخ ، وطول وسعة نظره.
ثمّ خرج الشيخ من اصفهان قاصدا مدينة كاشان ، ورد الشيخ الى بلدة كاشان ، وحضر درس العلامة النراقي ، الذي كان له في ذلك العصر الشهرة العظيمة في