تحقيق دليليّته والاستدلال عليها اثباتا ونفيا ، فالبحث في حجية الظهور أو خبر الواحد أو الشهرة بحث في دليليتها ، والبحث في أنّ الحكم بالوجوب على شيء هل يستلزم تحريم ضدّه بحث في دليليته الحكم بوجوب شيء على حرمة الضدّ ، ومسائل الأصول العملية يبحث فيها عن دليليته الشك وعدم البيان على المعذرية ، وهكذا ...
فصح انّ موضوع علم الأصول هو الأدلة المشتركة في الاستدلال الفقهي ، والبحث الأصولي يدور دائما حول دليليتها (١).
وبعد أن تعرّفنا على الأدلة التي تستخدم في عملية الاستنباط فتأدّى الى ما يعرف لدينا بالاجتهاد ، لا بدّ أن نتكلّم شيئا عن الاجتهاد من حيث تاريخه وأهميته.
يبرز السؤال التالي هل انّ فقهاء الإمامية أخذوا يستفيدون من هذه الأدلة بعد عصر الأئمة «ع»؟ ، أو انّهم كانوا يستفيدون منها مع وجود الأئمة «ع»؟ ، والفصل التالي كفيل ببيان هذه المسألة.
__________________
(١) دروس في علم الأصول الحلقة الثانية / ١٠ ـ ١١.