تلامذة الأئمة في الكوفة ، عند ما حصل الخلاف في مسألة القياس والاستحسان والرأي ، ومسائل الصلاة والوضوء والحج و... فتبلورت المفاهيم واتّضحت نقاط الالتقاء والاختلاف بين مذهب أهل البيت والمذاهب الأخرى وبخاصة في أيّام أبي الحسن الرضا «ع» ، ومع ذلك كلّه كانت من ثمار مدرسة المدينة الأصول والجوامع الحديثية والتي ألّفها أصحاب الصادقين «ع» والصحيفة السجادية للامام زين العابدين «ع» ، وبروز شخصيات عظيمة بين أصحاب الصادقين كابان بن تغلب بن رياح أبو سعيد البكري الذي عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وأخذ عنهم ، السجّاد والباقر والصادق «ع».
ونصّ المؤلفون في علمي الدراية والرجال : انّه روى عن الامامين الباقر والصادق «ع» أكثر من ثلاثين ألف حديث في مختلف المواضيع وأكثرها في الفقه ... وقد عدّ له ابن النديم في الفهرست ثلاثة كتب ، كتاب في القراءات ، وكتاب في معاني القرآن ، وكتاب في أصول الحديث على مذهب الشيعة.
ومن تلامذة الامام الباقر زرارة بن أعين ، وكان مرجعا في الفقه والرواية على مذهب أهل البيت «ع» وفيه يقول الامام الصادق «ع» : لو لا زرارة لظننت انّ أحاديث أبي ستذهب (١).
وقال عليهالسلام : رحم الله زرارة بن أعين لو لا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي (٢).
وقال «ع» فيه وفي جماعة من أصحابه منهم : أبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم ويزيد بن معاوية العجلي : لو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا ، هؤلاء حفّاظ الدين وأمناء أبي «ع» على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الآخرة (٣).
__________________
(١) رجال الكشي / ١١٣.
(٢) رجال الكشي / ١٣٦.
(٣) رجال الكشي / ١٣٧.