أحمد بن إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن عبدالله العَقِيليّ القُرشيّ ، عن عيسى بن عبد الله القُرَشيّ رفع الحديث ، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبدالله عليهالسلام فقال له : «يا أبا حنيفة؛ بلغني أنّك تقيس».
قال : نعم ، أنا أقيس.
قال : «لا تَقِس ، فإنّ أوّل من قاس إبليس حين قال : ( خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (١) ، فقاس ما بين النّار والطّين ، ولو قاس نوريّة آدم بِنُوريّة النّارِ عرف فضل ما بين النّورَيْن وصَفاء أحدِهِما على الآخر ، ولكن قس لي رأسك ، أخبرني عن أُذنيك ما لهما مُرّتان»؟
قال : لا أدري.
قال : «فأنت لا تحسن تقيس رأسك ، فكيف تقيس الحلال والحرام؟» (٢) .
قال : يابن رسول الله ، أخبرني ما هو؟
قال : «إنّ الله عزوجلجعل الاُذنين مُرّتين؛ لئلاّ يدخلهما شيء إلاّ مات ، ولولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام ، وجعل الشفتين عَذبتين ليجد ابن آدم طعم الحُلو والمُرّ ، وجعل العينين مالحتين؛ لأنّهما شحمتان ، ولولا ملوحتهما لذابتا ، وجعل الأنف بارداً سائلاً؛ لئلاّ يدع في الرأس داء إلاّ أخرجه؛ ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود» (٣) .
[ ١٥١ / ٢ ] حدّثنا أحمد (٤) بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا عبدالرحمن
__________________
(١) سورة ص ٣٨ : ٧٦.
(٢) ورد في حاشية «ل» : الغرض أنّه إذا لم تعلم الحكمة في هذا الخلق المحسوس كيف تعلم علّة أحكام الله تعالى. (م ق ر رحمهالله ).
(٣) أورده صدره الكليني في الكافي ١ : ٤٧ / ٢٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٢ : ٢٩١ / ١٠.
(٤) في النسخ : محمّد بدل : أحمد ، والصحيح ما في المتن ؛ لأنّه من مشايخ الشيخ الصدوق.