فقال له : «أنت لا تحسن تقيس رأسك ، تقيس (١) الحلال والحرام؟!» (٢) .
فقال : يابن رسول الله ، أخبرني كيف ذلك؟
فقال : «إنّ الله تبارك وتعالى جَعل الاُذنين مُرَّتين؛ لئلاّ يدخلهما شيء إلاّمات ، ولولا ذلك لقتلت الدوابّ ابن آدم ، وجعل العينين مالحتين؛ لأنّهما شحمتان ، ولولا ملوحتهما لذابتا ، وجعل الشفتين عذبتين؛ ليجد ابن آدم طعم الحلو والمُرّ ، وجعل الأنف بارداً سائلاً ، لئلاّ يدع في الرأس داء إلاّ أخرجه ، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود» (٣) .
قال أحمد بن أبي عبدالله : وروى بعضهم أنّه قال : «في الاُذنين لا متناعهما من العلاج» (٤) .
وقال في موضع : «ذكر الشفتين الريق وإنّما (٥) عذب الريق ليميّز به بين الطّعام والشراب».
وقال في ذكر الأنف : «لولا برد ما في الأنف وإمساكه الدماغ لسال الدماغ من حرارته».
[ ١٥٣ / ٤ ] وقال أحمد بن أبي عبدالله ، ورواه معاذ بن عبدالله ، عن بشير (٦) بن يحيى العامري ، عن ابن أبي ليلى قال : دخلت أنا والنعمان على جعفر بن محمّد عليهماالسلام فرحّب بنا وقال : «يابن أبي ليلى ، من هذا الرجل؟».
قلت : جُعلت فداك ، هذا رجل من أهل الكوفة ، له رأي ونظر
__________________
(١) في المطبوع والبحار : فكيف تقيس.
(٢) في «ج» زيادة : فقال : لا أدري.
(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢ : ٢٩١ / ١٠.
(٤) في حاشية «ج» : أي معالجة الدَّوابّ بعد دخولها فيها.
(٥) أثبتناها من نسخة بدل في «ل».
(٦) في «ج ، س ، ش ، ع ، ل» والبحار : بشر ، ولم نجد له ترجمة في الكتب الرجاليّة.