الدماغ ، وجعل الله العذوبة في الفم منّاً من الله على ابن آدم ليجد لذّة الطعام والشراب ، وأمّا كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان فقول : لا إله إلاّ الله ، أوّلها كفر وآخرها إيمان».
ثمّ قال : «يا نعمان ، إيّاك والقياس فإنّ أبي حدّثني عن آبائه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النّار ؛ فإنّه أوّل من قاس حين قال : ( خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (١) ، فدعوا الرأي والقياس ، وما قال قوم : ليس له في دين الله برهان ، فإنّ دين الله لم يوضع (٢) بالآراء والمقاييس» (٣) .
[ ١٥٤ / ٥ ] حدّثنا أبي (٤) ومحمّد بن الحسن ، قالا (٥) : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، قال : حدّثنا أبو زهير بن شبيب (٦) بن أنس ، ( عن بعض أصحابه ) (٧) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : كنت عندأبي عبدالله عليهالسلام إذ دخل عليه غلام من كندة فاستفتاه في مسألة ، فأفتاه فيها ، فعرفت الغلام والمسألة فقدمت الكوفة ، فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها ، فأفتاه فيها بخلاف ماأفتاه أبوعبدالله عليهالسلام ، فقمت إليه فقلت : ويلك يا أبا حنيفة ، إنّي كنت العام حاجّاً فأتيت أبا عبدالله عليهالسلام مسلّماً عليه فوجدت هذا الغلام
__________________
(١) سورة ص ٣٨ : ٧٦.
(٢) في «ع ، ح» : يوضح.
(٣) أورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٢٦٦ / ٢٣٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢ : ٢٩١ / ١٤٢.
(٤) في «ج ، ش» : أبي رحمهالله .
(٥) فيما عدا «ج ، ش ، ن» : قال.
(٦) لم ترد في «ش» ، وفي «ج» : شيت ، وفي «س» : شيب.
(٧) ما بين القوسين لم يرد في «ح ، ن».