بعض أصحابنا رفع الحديث قال : لمّا خلق الله عزوجل طينة آدم أمر الرياح الأربعة فجرت عليها فأخذت من كلّ ريح طبيعتها (١) .
[ ١٨٤ / ٥ ] حدّثنا علي بن أحمد رحمهالله (٢) ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «إنّما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنّار ويبصر ، ويعمل بالنور ، ويسمع ويشم بالريح ، ويجد طعم (٣) الطعام والشراب بالماء ، ويتحرّك بالروح ، ولولا أنّ النّار في معدته ما هضمت ، أو قال : حطمت (٤) الطعام والشراب في جوفه ، ولولا الريح ما التهبت نار المعدة ولا خرج الثقل من (٥) بطنه ، ولولا الروح ما تحرّك ولا جاءولا ذهب ، ولولا برد الماء لأحرقته نار المعدة ، ولولا النور ما أبصر ولا عقل ، فالطين صورته ، والعظم في جسده بمنزلة الشجرة في الأرض ، والدم في جسده بمنزلة الماء في الأرض ، ولا قوام للأرض إلاّ بالماء ، ولا قوام لجسد الإنسان إلاّ بالدم ، والمُخ دسم الدم وزبده ، فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة ، فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض؛ لأنّه نزل من شأن السماء إلى الدنيا ، فإذا فرّق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت تردّ شأن الاُخرى إلى السماء ، فالحياة في
__________________
(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٦١ : ٣٠٥ / ١١.
(٢) في «س» : رضياللهعنه .
(٣) لم ترد في النسخ.
(٤) في «ح ، ع» : هضمت ، وفي حاشيتهما كما في المتن.
(٥) ورد في حاشية «ل» : ذكـر الأطبّاء هـذه الفائدة في الريـح المتولّد في المعـدة. (م ق ر رحمهالله ).