[ ١٨٨ / ٩ ] أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البراوذي ، قال : حدّثنا أبوعلي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان السمرقندي ، قال : حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، عن عبد المُنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن مُنبّه أنّه وجد في التوراة صفة خلق آدم عليهالسلام حين خلقه الله عزوجل وابتدعه ، قال الله تبارك وتعالى : «إنّي خَلقتُ آدم و ركبت جسده من أربعة أشياء ، ثمّ جعلتها وراثة في ولده تنمى في أجسادهم وينمون عليها إلى يوم القيامة ، وركبت جسده حين خلقته من رطب ويابس وسخن وبارد؛ وذلك إنّي خلقته من تراب وماء ثمّ جعلت فيه نفساً وروحاً ، فيبوسة كلّ جسد من قِبَل التراب ، و رطوبته من قِبَل الماء ، وحرارته من قِبَل النفس ، وبرودته من قِبَل الروح ، ثمّ خلقت في الجسد بعد هذه الخلق (١) الأوّل أربعة أنواع : وهُنّ ملاك الجسد وقوامه بإذني ، لا يقوم الجسد إلاّ بهنّ ، ولاتقوم منهنّ واحدة إلاّ بالاُخرى. منها : المرّة السوداء ، والمرّة الصفراء ، والدم ، والبلغم ، ثمّ أسكن بعض هذا الخلق في بعض».
فجعل مسكن اليبوسة في المرّة السوداء ، ومسكن الرطوبة في المرّة الصفراء ، ومسكن الحرارة في الدم ، ومسكن البرودة في البلغم ، فأيّما جسداعتدلت به هذه الأنواع الأربع التي جعلتها (٢) ملاكه وقوامه وكانت كلّ واحدة منهنّ أربعاً لا تزيد ولا تنقص كملت صحّته واعتدل بنيانه ، فإن زاد منهنّ واحدة عليهنّ فقهرتهنّ ومالت بهنّ دخل على البدن السقم من ناحيتها بقدر ما زادت ، وإذا كانت ناقصة ثقل (٣) عنهنّ حتّى تضعف عن
__________________
(١) في «ح» وحاشية «ع» : الخلقة.
(٢) في «س ، ش» : جعلها.
(٣) في «ح ، ع ، س» : نقل.