والصحيح والسقيم ، ومن به الزمانة (١) ، ومن لا عاهة به ، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته ، وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن اُعافيه ، ويصبر على بلائي فاُثيبه جزيل عطائي ، وينظر الغنيّ إلى الفقير فيحمدني ويشكرني ، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني .
وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته ، فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السرّاء والضرّاء ، وفيما عافيتهم وفيما ابتليتهم ، وفيما أعطيتهم وفيما أمنعهم (٢) ، وأنا الله الملك القادر ، ولي أن أمضي جميع ماقدّرت على ما دبّرت ، ولي أن اُغيّر من ذلك ما شئت إلى ما شئت ، فاُقدّم من ذلك ما أخرّت واُؤخّر ( من ذلك ) (٣) ما قدّمت ، وأنا الله الفعّال لما اُريد لااُسأل عمّا أفعل وأنا أسأل خلقي عمّا هُم فاعلون» (٤) .
[ ١٧ / ٥ ] حدّثنا أبي رحمهالله قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، قال : قال رجل لجعفر بن محمّد عليهماالسلام : يا أبا عبدالله ، إنّا خُلقنا للعجب؟
قال : «وما ذاك لله أنت؟» قال : خُلقنا للفناء؟ فقال : «مه يابن أخ ، خُلقنا للبقاء ، وكيف تفنى جنّة لا تبيد ، ونار لا تخمد ، ولكن قل : إنّما
__________________
(١) رَجُلٌ زَمِنٌ : أي مبتلىً بَيِّنُ الزمانة. الصحاح ٥ : ٥٦٢ / زمن. وهي العاهة.
(٢) في «ع» وحاشية «ج ، ش» في نسخة : وفيما منعتهم. وفي حاشية «ح» : وفيما متّعتهم ، وبعدها في نسخة «ع» زيادة : وفيما أعليتهم ، وفيما أضعتهم.
(٣) ما بين القوسين أثبتناه من «س ، ج ، ل» وهو الموافق لما في البحار ، وفي «ع» : وأخّرت ماقدّمت .
(٤) أورده الكليني في الكافي ٢ : ٧ / ٢ ، المفيد في الاختصاص : ٣٣٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٢٦ / ٥.