يريد بذلك أنّه أبو ولده (١) ، وإمام الأئمّة من صلبه ، كما حوّل رداءه في صلاة الاستسقاء ، وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه قد تحوّل الجدب خصباً».
قال : قلت له : زدني يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : «احتمل رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام يريد بذلك أن يعلم قومه أنّه هو الذي يخفّف عن ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله ما عليه من الدين والعدات والأداء عنه من بعده».
قال : فقلت له : يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، زدني. فقال : «احتمله؛ ليُعلم بذلك أنّه قد احتمله وما حمل إلاّ لأنّه معصوم لايحمل وزراً فتكون أفعاله عند الناس حكمةً وصواباً ، وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليٍّ : يا علي ، إنّ الله تبارك وتعالى حمّلني (٢) ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي ، وذلك قوله تعالى : ( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٣) (٤) ، ولمّا أنزل الله عزوجل عليه : ( عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) (٥) قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أيّها الناس ، عليكم أنفسكم
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : لأنّه عليهالسلام لمّا علا على ظهر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وصلبه الصلب : محلّ للأولاد ، ظهر أنّه عليهالسلام أشرف من أولاده مرتفع عليهم فيكون أباهم وامامهم. (م ق ر رحمهالله ).
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الذي خطر بالبال أنّ ما يذكره عليهالسلام بعد ذلك مؤيّدات لما دلّ عليه الحمل من عصمته عليهالسلام ؛ لأنّه قال صلىاللهعليهوآله : حمّلني ذنوب شيعتك ، ولو كان له عليهالسلام ذنب لكان ذنبه أولى بالحمل ، فيدلّ على أنّه عليهالسلام كان معصوماً ، وأُفيد أنّه عليهالسلام ذكر بعض فضائله تقريباً وتأييداً ، وليس المراد إثبات العصمة. ويمكن أن يكون وجهاً آخر للحمل ؛ لأنّه لمّا كان حمل عليٍّ عليهالسلام مستلزماً لحمل ذنوب شيعته بالعرض ، ولمّا لم يكن هذا لائقاً بعصمته غفرها الله تعالى ، فصار الحمل سبباً لغفران ذنوب شيعة علي عليهالسلام ، وعلى هذا يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان حمل الذنوب بحمل عليٍّ عليهالسلام ؛ لأنّه تعالى نسب الذنوب إليه صلىاللهعليهوآله ، والله يعلم. (م ق ر رحمهالله ).
(٣) سورة الفتح ٤٨ : ٢.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : فيلزم لي ملازمته ومحافظته زمان فضله كما أمرني ويحبّ. (م ق ر رحمهالله ).
(٥) سورة المائدة ٥ : ١٠٥.