ذلك رسول صلّى الله عليه وسلّم ، وهو حديث موضوع لا يصح بوجه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال الحافظ أبو محمّد علي بن أحمد بن حزم في رسالته في إبطال الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد ما نصه : وهذا خبر مكذوب موضوع باطل لم يصح قط. وذكر إسنادا إلى البزّار صاحب المسند قال : سألتم عمّا روي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مما في أيدي العامّة ترويه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : ربما مثل أصحابي كمثل النجوم أو كالنجوم بأيّها اقتدوا اهتدوا ، وهذا كلام لم يصح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم ، لأن أهل العلم سكتوا عن الرواية لحديثه. والكلام أيضا منكر ولم يثبت ، والنبي صلّى الله عليه وسلّم لا يبيح الإختلاف بعده من أصحابه. هذا نصّ كلام البزار. وقال ابن معين : عبد الرّحيم بن زيد كذّاب خبيث ليس بشيء. وقال البخاري : وهو متروك. ورواه أيضا حمزة ، وحمزة هذا ساقط متروك » (١).
٤ ـ وقال أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي : « حديث : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. رواه الدار قطني في الفضائل وابن عبد البر في العلم من طريقه من حديث جابر وقال : هذا اسناد لا يقوم حجة ، لأن الحارث ابن غصين مجهول ، وراه عبد بن حميد في مسنده من رواية عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن ابن المسيب عن ابن عمر. قال البزّار : منكر لا يصح. ورواه ابن عدي في الكامل من رواية حمزة بن أبي حمزة النصيبي بلفظ : فأيّهم أخذتم بقوله بدل اقتديتم. وإسناده ضعيف من أجل حمزة ، فقد اتّهم بالكذب. ورواه البيهقي في المدخل من حديث عمر ، ومن حديث ابن عباس بنحوه ، من وجه آخر
__________________
(١) البحر المحيط ٥ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨.