فنفي الخلافة لا يكون منزلةً بمعنى المرتبة ، إذا المرتبة تدل على الثبوت كما عرفت.
قال : « ... على أن كلّ ذلك براهين أوردناها في الموضع البديهيّ الأوّلي الفساد ، فإنّا قد بيّنا أن الوجود هو نفس الحصول في الأعيان ، ومن جعل هذا الحصول مجامعاً للاّحصول ، فقد خرج من غَريزة العقل » (١).
فيكون الرازي ومن تبعه في دعوى دلالة الحديث على نفي الخلافة خارجين عن غريزة العقل.
ثم إنّ دعوى دلالة الحديث المنزلة على سلب الخلافة عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، يبطل خلافة خلفاء القوم ... وهذا ما يجعلهم بين أمرين ، فإمّا رفع اليد عن الدعوى المذكورة ، وإمّا الإلتزام بسلب الخلافة عن الشيخين وثالثهما ... وذلك ، لأنه إذا كان تشبيه أمير المؤمنين عليهالسلام بهارون وكونه بمنزلته موجباً لسلب الخلافة عنه بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّه أيضاً تسلبهما عن الشيخين والثالث ... لأنهم وضعوا حديث المنزلة في حق الشيخين ونزّلوهما منزلة هارون عليهالسلام ... فقد روى المنّاوي عن الخطيب الغدادي أنه روى :
« أبو بكر وعمر منّي بمنزلة هارون من موسى » (٢).
__________________
(١) المباحث المشرقية. الباب الأول من الكتاب الأول ١ / ١٣٤ ـ ١٣٦.
(٢) كنوز الحقائق ط هامش الجامع الصغير.