الإسترابادي ، إمام المعتزلة ، كان مقلّداً للشافعي في الفروع ، وعلى رأي المعتزلة في الاصول ... ذكره ابن الصّلاح » (١).
وترجمة الداوودي بهذا اللفظ ( وهو الذي تلقبه المعتزلة قاضي القضاة ولا يطلقون هذا اللقب على سواه ... كان امام أهل الاعتزال في زمانه ... وله التصانيف السائدة منها التفسير. والذكر الشائع بين الاصولين ( طبقات المفسرين ١ / ٢٦٢ رقم ٢٤٨ ). وقال علاء الدولة أحمد بن محمّد السمناني في كتابه ( العروة الوثقى ) الذي قال في مفتتحه : « أمّا بعد ، فقد سنح في خاطري بغتةً يوم الأحد بعد صلاة الصبح الثاني من الإعتكاف في مسجد صوفيا باد خدا داد العشر الآخر من شهر الله المبارك رمضان سنة ٧٢٠ : أنْ ابوّب واهذّب على وفق الإشارة بعض القدسيات الواردة على قلبي في الأوقات المعيّنة في علم ربي المخصوصة بها فيما يجب الإعتقاد به ، وما سمح بتقييده الوقت المصفّى عن المقت في أثناء الكتابة ستة أبواب ، ليسهل على الشارع في أبواب المعارف خاصّة في مشارع أرباب القدس ومرابع أصحاب الانس الإطّلاع على ما فيه والظفر لمطلوبه عند مطالعته ، تيمّناً بقوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) واسمّيه : العروة الوثقى لأهل الخلوة والجلوة ... » قال ما نصّه :
« وقال لعلي ـ عليهالسلام وسلام الملائكة الكرام ـ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي. وقال في غدير خم بعد حجة الوداع ، على ملأٍ من المهاجرين والأنصار ، آخذاً بكتفه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وهذا حديث متفق على صحته.
فصار سيد الأولياء ، وكان قلبه على قلب محمّد ـ عليه التحية والسلام ـ.
وإلى هذا السرّ أشار سيّد الصدّيقين صاحب غار النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أبو بكر ، حيث بعث أبا عبيدة بن جرّاح إلى علي لاستحضاره : يا أبا
__________________
(١) طبقات الشافعية ١ / ١٧٣ رقم ٣١٩.