فهو ـ إذاً ـ يعترف بدلالة الحديث على الإمامة : وأين هذا الكلام ممّا ذكره في هذا المقام؟ وهل هذا إلاّتناقض يا أولية الأحلام!
وكما اعترف ( الدهلوي ) بدلالة الحديث على الإمامة والخلافة ، كذلك تلميذه رشيد الدين الدّهلوي ... إعترف في غير موضع بدلالة الحديث على ذلك ، من ذلك قوله في ( إيضاح لطافة المقال ) : « إن هذا الحديث بنظر أهل من جملة الأحاديث الدالّة على فضائل باهرة لأمير المؤمنين ، بل هو دليل على صحة خلافة ذاك الإمام ، لكنْ من غير أن يدل على نفي الخلافة عن الغير ، كما صرّح به صاحب التحفة حيث قال ... ».
وحاصل الوجوه المستخرجة من كلام الرشيد الدهلوي هو الإعتراف بدلالة الحديث على الإمامة والخلافة ، وأن هذا هو مذهب السنّة ، وقد نقل كلمات الدهلوي في ( التحفة ) شاهداً على ما ذكره واعترف به ... قال : « ومعاذ الله من إنكار دلالة هذا الخبر على أصل الخلافة ».
هذا ، ولا يخفى أن دلالة الحديث على الإمامة ، هذه الدلالة التي اعترفوا بها ، مطلقة غير مقيدة بقيد ، فتقييدهم إمامته عليهالسلام بالمرتبة الرابعة جاءت بدليل منفصل مزعوم من قِبل القوم ، وذاك بحث آخر ...
واعترف ـ بحمد الله وفضله ـ والد ( الدهلوي ) أيضاً بدلالة الحديث على الإمامة والخلافة لأمير المؤمنين عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ... في كتابيه ( إزالة الخفا ) و ( قرّة العينين ).