وفي حديثٍ آخر ـ موضوع كسابقه ـ شبّه عثمان بهارون عليهالسلام ... فقد روى الحافظ المحب الطبري :
« عن أنس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من نبي إلاّوله نظير في امتي ، فأبو بكر نظير إبراهيم ، وعمر نظير موسى ، وعثمان نظير هارون ، وعلي بن أبي طالب نظيري.
خرّجه الخلقعي والملاّء في سيرته » (١).
ورواه السيوطي عن ابن عساكر عن أنس (٢).
ولو كان الحديث دليلاً على نفي الخلافة وسلبها عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، لما خفي ذلك على الإمام عليهالسلام وأهل بيته وأتباعه ، لكنْ قد ثبت بالقطع واليقين أنه عليهالسلام طلب الخلافة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ أن قبض ... وقال ابن عبد البر : « روينا من وجوه : أن الحسن بن علي ـ رضياللهعنه ـ لمّا حضرته الوفاة قال للحسين أخيه : يا أخي ، إن ابان رحمهالله تعالى لما قبض رسول الله صلّى عليه وسلّم منذ أن قبض ... وقال ابن عبد البر.
« روينا من وجوه : أن الحسن بن علي ـ رضياللهعنه ـ لمّا حضرته الوفاة قال للحسين أخيه : يا أخي ، إن ابانا رحمهالله تعالى لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استشرف لهذا الأمر ، ورجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ووليها أبو بكر ، فلمّا حضرت أبا بكر الوفاة تشوف لها أيضاً فصرفت عنه إلى عمر ، فلمّا احتضر عمر ، جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه ، فصرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بويع ، ثم نوزع حتى جرّد السيف وطلبها ، فما
__________________
(١) الرياض النضرة ١ / ٥٠ ـ باب ذكر النظير.
(٢) الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٧.