وتسير باللواء ، والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك ، حتّى تقف بيني وبين إبراهيم في ظلّ العرش ، ثمّ تكسى حلّة خضراء من الجنّة ، ثمّ ينادي منادٍ من تحت العرش ، نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، أبشر يا علي ، إنّك تسكى إذا كسيت ، وتدعى إذا دعيت ، وتحبى إذا حببت » (١).
« حدّثنا محمود بن محمّد المروزي ، ثنا حامد بن آدم ، ثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : لمّا آخى النبي صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه المهاجرين والأنصار ، فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحدٍ منهم ، خرج علي رضياللهعنه مغضباً ، حتّى أتى جدولاً من الأرض ، فتوسّد ذراعه ، فتسفى عليه الريح ، فطلبه النبي صلّى الله عليه وسلّم حتّى وجده ، فوكزه برجله ، فقال له :
قم ، فما صلحت أن تكون إلاّ أبا تراب ، أغضبت عليَّ حين واخيت بين المهاجرين والأنصار ، ولم أُؤاخ بينك وبين أحدٍ منهم؟ أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبي؟
ألا من أحبّك حفَّ بالأمن والإيمان ، ومن أبغضك أماته الله ميتة الجاهلية وحوسب بعمله في الإسلام » (٢).
وتظهر روايته ممّا سننقله عن ابن عساكر ، فإنّه قد رواه عن طريق الحافظ أبي نعيم.
__________________
(١) مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : ١٧٩ رقم ٢٥٢.
(٢) المعجم الكبير ١١ / ٦٢ رقم ١١٠٩٢.