وثبوت افتراض طاعة أمير المؤمنين عليهالسلام في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يكفي لثبوت خلافته عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لوجوه عديدة :
الأوّل : إن القول بوجوب إطاعته في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم صرف الخلافة عنه ودخوله في زمرة الرعايا والمتبوعين بعد وفاته ، خلاف الإجماع المركب.
الثاني : إنه لا يجوّز عقل عاقل أنْ يكون أمير المؤمنين عليهالسلام في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مثل هارون عليهالسلام في وجوب الإتّباع والإطاعة له ، ثم تسلب منه هذة المرتبة بعد وفاته ، ويكون من جملة التابعين والمطيعين.
الثالث : إنه إذا كان أمير المؤمنين ـ مثل هارون عليهماالسلام ـ واجب الإطاعة على الإطلاق بالنسبة إلى جميع أمة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى كان الثلاثة ممن تجب عليهم طاعته واتّباعه ، كان القول بعدم إمامته وخلافته بعد النبي ، وجعل الثلاثة أئمّةً وخلفاء ، مستلزماً لقلب الموضوع وعكس المشروع ، فيكون التابعون المطيعون أئمةً مطاعين ، ومن كان واجب الإطاعة والإتّباع يكون من الرعايا والأتباع!! سبحانك هذا بهتان عظيم!!
و ( الدهلوي ) نفسه يقول في مقام الإستدلال بقوله تعالى : ( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) الآية ، على خلافة أبي بكر : « ومن كان واجب الإطعاعة فهو إمام » (١).
__________________
(١) التحفة الاثنا عشرية : ١٨٦.