(١٥)
ما قاله عمار في حقّ الأمير
واستدلاله بحديث المنزلة
وروى الشيخ علي المتقي :
« عن يحيى بن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه قال : كان علي يخطب ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين! أخبرني من أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل السنّة؟ ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك! أمّا إذا سألتني فافهم عنّي ، ولا عليك أنْ لا تسأل عنها أحد بعدي.
فأمّا أهل الجماعة فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله.
فأمّا أهل الفرقة فالمخالفون لي ومن اتّبعني وإنْ كثروا.
وأمّا أهل السنّة المتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله ، وإنْ قلّوا. وإنْ قلّوا.
وأمّا أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله ، العاملون برأيهم وأهوائهم وإنْ كثروا. وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت أفواج ، وعلى الله قصمها واستئصالها عن جدبة الأرض.
فقام إليه عمّار فقال : يا أمير المؤمنين ، إن الناس يذكرون الفيء ويزعمون أن من قاتلنا فهو وماله وأهل فيء لنا وولده.
فقام رجل من بكر بن وائل ـ يدعى عبّاد بن قيس ـ وكان ذا عارضة ولسان شديد ، فقال : يا أمير المؤمنين! والله ما قسمت بالسويّة ، ولا عدلت في الرعيّة!