مؤلفي كتب الجرح ذكروا ذلك الشخص لما ذكرته ، لثقته ... » فما باله ، لم يتبع القوم في هذا المورد ، وأخذ المطلب من الخطيب مع عدم ذكر اسمه؟!
وأمّا ( أبوه ) فلم يعنونه أحدٌ ، حتّى الذهبي ـ الذي عنونه ابنه بما ذكرناه ، وقد عرفت الكلام فيه ـ ولذا قال المتقي : قال السيوطي : إنّ الذهبي لم يتّهم إلاّ الابن ، والأب موثّق (٣).
وعلى الجملة ، فالرواية معتبرة ، ويؤكّد ذلك ما ذكروه بترجمة البيهقي من أنّه كان لا يروي شيئاً يراه موضوعاً.
وبهذه المناسبة ، فقد عثرنا على سندٍ معتبر من طرق القوم إلى ( صحيفة الرضا ) عليهالسلام.
ويقوّيه أيضاً الطريق الصحيح الآخر ، فقد عرفنا من عبارة ( تاريخ بغداد ) أنّ الخطيب يروي ( الصحيفة ) عن شيخه محمّد بن عبد الملك القرشي ، عن عمر بن أحمد الواعظ ، عن عبدالله بن أحمد ...
فأمّا ( الخطيب ) فغني عن التوثيق.
وأمّا ( محمّد بن عبد الملك القرشي ) فقد ترجم له الخطيب قال : « سمع محمّد بن المظفر الحافظ ... وخلقاً من هذه الطبقة. كتبنا عنه وكان صدوقاً ، وسألته عن مولده فقال : في جمادى الآخرة من سنة ٣٧٣. ومات في ليلة الجمعة ، ودفن في مقبرة باب حرب ، يوم الجمعة ٢٩ جمادى الاولى سنة ٤٤٨ ، وصلّيت عليه في جامع المدينة » (٢).
__________________
(١) كنز العمال ١٣ / ١٥٣.
(٢) تاريخ بغداد ٢ / ٣٤٨.