حال الحياة ، فكان التنزيل بمنزلة هارون من موسى ، ومنزلة هارون من موسى في الإستخلاف لم تتحقّق إلاّفي حال الحياة ، فثبت أن المراد به ما تحقق ، لا أمر آخر وراء ذلك ، وإنما يتمّ متعلّقكم منه لو حصل استخلاف هارون بعد وفاة موسى » (١).
وصريح هذه العبارة : أن المراد من الحديث هو الإستخلاف حال الحياة ، فما ادّعاه ( الدهلوي ) يكون من الأمر الآخر الذي نفاه الطبري.
« وأما قوله : أما ترضي أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، أراد به القرابة والخلافة غير النبوّة » (١).
إذن ، لم يرد به نفي الخلافة.
« علي منّي بمنزلة هارون من أخيه موسى : يعني : متّصل بي ونازل منزلة هارون من أخيه حين خلّفه في قومه : إلاّ أنّه لا نبي بعدي ، ينزل بشرع ناسخ ، نفى الإتّصال به من جهة النبوّة ، فبقى من جهة الخلافة ، لأنها تليها في الرتبة ... » (٢).
فالحديث مثبت للخلافة لا ناف لها ... كما زعم ( الدهلوي ) وادّعى.
__________________
(١) الرياض النضرة ١ / ٢٢٤.
(٢) التمهيد في بيان التوحيد.
(٣) التيسير في شرح الجامع الصغير.