أقول :
فلو أنَّ أحداً نظراً في هذا الخبر ـ المتّفق عليه ـ بعين الإنصاف ، لم يتردّد في أنَّ المراد من حديث المنزلة إثبات جميع منازل هارون لأمير المؤمنين عليهماالسلام ، بحيث أنّ المشابهة الكاملة بينهما اقتضت تساويهما في جميع الامور حتى في تسمية الأبناء ... إذن ، فهو مثله في الأعلمية والأكرمية ، وفي العصمة ، وفي وجوب الطّاعة والإنقياد له ...
فالحديث يدل على أفضليّة الإمام عليهالسلام ، والمكابرات كلها باطلة ، فكيف بزعم بعض النواصب اللئام من أنه يدل على نقصٍ فيه ـ والعياذ بالله من هذا الكلام ...
هذا ، وكما روى الخبر عن الصحيفة الرضوية باللفظ الكامل في بعض مصادر القوم كما عرفت ، فهو مرويّ عنها في جملة من الكتب الاخرى بصورةٍ مختصرة :
ففي ( الرياض النصرة ) : « ذكر إخبار جبرئيل عن الله تعالى بأنَّ عليّاً من النبي بمنزلة هارون من موسى : عن أسماء بنت عميس قالت :
هبط جبرئيل عليهالسلام على النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال : يا محمّد إن ربّك يقرؤك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكنْ لا نبي بعدك. خرّجه الإمام علي بن موسى الرضا » (١).
وفي ( ذخائر العقبى ) : « وعنها قالت : هبط جبرئيل ـ عليهالسلام ـ على النبي
__________________
(١) الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣ / ١١٩.